غزوة بدر
غزوة بدر و تسمی أیضاً بغزوة بدر الکبری و بدر القتال و یوم الفرقان؛ هي غزوة وقعت في السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة بین المسلمین بقیادة رسول الله صلی الله علیه و آله و قبیلة قریش و من حالفها من العرب بقیادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي. و تُعد غزوة بدر أول معرکة من معارک الإسلام الفاصلة، و قد سمیت بهذا الإسم نسبة إلی منطقة بدر التي وقعت المعرکة فیها و بدر بئر مشهورة تقع بین مکة و المدینة المنورة.
بدأت المعرکة بمحاولة المسلمین اعتراضَ عیر لقریش متوجهة من الشام الی مکة یقودها أبو سفیان بن حرب، و لکن ابا سفیان تمکن من الفرار بالقافلة و ارسل رسولا الی قریش یطلب عونهم و نجدتهم، فاستجابت قریش و خرجت لقتال المسلمین. کان عدد المسلمین في تلک الغزوة ثلاثمأة و بضعة عشر رجلا، معهم فَرَسان و سبعون جملاً، و کان تعداد جیش قریش ألف رجل معهم مئتا فرس، أي کانوا یشکلون ثلاثة أضعاف جیش المسلمین من حیث العدد تقریبا. و إنتهت غزوة بدر بإنتصار المسلمین علی قریش و قتل قائدهم عمرو بن هشام، و کان عدد من قتل من قریش سبعین رجلا و أُسر منهم سبعون آخرون، أما المسلمون فلم یقتل منهم سوی أربعة عشر رجلا، ستة منهم من المهاجرین و ثمانیة من الأنصار.[1]
[قصة غزوة بدر علی ما جاء في السیرة النبوية لإبن هشام]:
قال ابن إسحاق: ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلا من الشأم في عير لقريش عظيمة، فيها أموال لقريش و تجارة من تجاراتهم و فيها ثلاثون رجلا من قريش أو أربعون، منهم مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، و عمرو بن العاص بن وائل بن هشام. قال ابن هشام: و يقال: عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم.
قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن مسلم الزّهرى، و عاصم بن عمر بن قتادة، و عبد الله بن أبى بكر و يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير و غيرهم من علمائنا عن ابن عباس، كلّ قد حدّثنى بعض هذا الحديث فاجتمع حديثهم فيما سقت من حديث بدر، قالوا: لما سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بأبي سفيان مقبلا من الشام، ندب المسلمين إليهم و قال هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعلّ الله ينفلكموها. فانتدب الناس فخفّ بعضهم و ثقل بعضهم، و ذلك أنهم لم يظنّوا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يلقى خربا و كان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار و يسأل من لقي من الرّكبان تخوّفا على أمر الناس. حتى أصاب خبرا من بعض الرّكبان: أن محمدا قد استنفر أصحابه لك و لعيرك فحذر عند ذلك. فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاريّ، فبعثه إلى مكة، و أمره أن يأتى قريشا فيستنفرهم إلى أموالهم، و يخبرهم أنّ محمدا قد عرض لها في أصحابه. فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة.
(ذكر رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب):
قال ابن إسحاق: فأخبرني من لا أتّهم عن عكرمة عن ابن عباس، و يزيد ابن رومان، عن عروة بن الزّبير، قالا: و قد رأت عاتكة بنت عبد المطلب، قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال، رؤيا أفزعتها. فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له: يا أخى، و الله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتنى، و تخوّفت أن يدخل على قومك منها شرّ و مصيبة، فأكتم عنى ما أحدّثك به، فقال لها: و ما رأيت؟ قالت: رأيت راكبا أقبل على بعير له، حتى وقف بالأبطح، ثم صرخ بأعلى صوته: ألا انفروا يا لغدر لمصارعكم في ثلاث، فأرى الناس اجتمعوا إليه، ثم دخل المسجد و الناس يتبعونه، فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة، ثم صرخ بمثلها: ألا انفروا يا لغدر لمصارعكم في ثلاث: ثم مثل به بعيره على رأس أبى قبيس، فصرخ بمثلها. ثم أخذ صخرة فأرسلها. فأقبلت تهوى، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضّت، فما بقي بيت من بيوت مكة و لا دار إلا دخلتها منها فلقة، قال العباس: و الله إن هذه لرؤيا، و أنت فاكتميها، و لا تذكريها لأحد.
(الرؤيا تذيع في قريش):
ثم خرج العباس، فلقى الوليد بن عتبة بن ربيعة، و كان له صديقا، فذكرها له، و استكتمه إياها. فذكرها الوليد لأبيه عتبة، ففشا الحديث بمكة، حتى تحدّثت به قريش في أنديتها.
(ما جرى بين أبى جهل و للعباس بسبب الرؤيا):
قال العباس: فغدوت لأطوف بالبيت و أبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدّثون برؤيا عاتكة، فلما رآني أبو جهل قال: يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا، فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم، فقال لي أبو جهل: يا بنى عبد المطلب، متى حدثت فيكم هذه النبيّة؟ قال: قلت: و ما ذاك؟ قال: تلك الرؤيا التي رأت عاتكة، قال: فقلت: و ما رأت؟ قال: يا بنى عبد المطلب، أ ما رضيتم أن يتنبّأ رجالكم حتى تتنبّأ نساؤكم، قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال: انفروا في ثلاث، فسنتربّص بكم هذه الثلاث، فان يك حقّا ما تقول فسيكون، و إن تمض الثلاث و لم يكن من ذلك شي ء، نكتب عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت في العرب. قال العبّاس: فو الله ما كان منى إليه كبير، إلا أنى جحدت ذلك، و أنكرت أن تكون رأت شيئا. قال: ثم تفرّقنا.
(نساء عبد المطلب يلمن العباس للينه مع أبى جهل):
فلما أمسيت، لم تبق امرأة من بنى عبد المطلب ألا أتتنى، فقالت: أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم، ثم قد تناول النساء و أنت تسمع، ثم لم يكن عندك غير لشي ء مما سمعت، قال: قلت: قد و الله فعلت، ما كان منى إليه من كبير. و ايم الله لأتعرّضنّ له، فإن عاد لأكفينّكه.
(العباس يقصد أبا جهل لينال منه، فيصرفه عنه تحقق الرؤيا):
قال: فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة، و أنا حديد مغضب أرى أنى قد فاتنى منه أمر أحبّ أن أدركه منه. قال: فدخلت المسجد فرأيته، فو الله إني لأمشى نحوه أتعرّضه، ليعود لبعض ما قال فأقع به، و كان رجلا خفيفا، حديد الوجه، حديد اللسان، حديد النظر. قال: إذ خرج نحو باب المسجد يشتدّ. قال: فقلت في نفسي: ما له لعنه الله، أ كلّ هذا فرق منى أن أشاتمه! قال: و إذا هو قد سمع ما لم أسمع: صوت ضمضم بن عمرو الغفاريّ، و هو يصرخ ببطن الوادي واقفا على بعيره، قد جدّع بعيره، و حوّل رحله، و شقّ قميصه، و هو يقول: يا معشر قريش، اللطيمة اللّطيمة، أموالكم مع أبى سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث. قال: فشغلني عنه و شغله عنى ما جاء من الأمر.
(تجهز قريش للخروج):
فتجهّز الناس سراعا، و قالوا: أ يظنّ محمد و أصحابه أن تكون كعير ابن الحضرميّ، كلا و الله ليعلمنّ غير ذلك. فكانوا بين رجلين، إما خارج و إما باعث مكانه رجلا. و أوعبت قريش، فلم يتخلّف من أشرافها أحد. إلا أن أبا لهب بن عبد المطّلب تخلّف، و بعث مكانه العاصي بن هشام بن المغيرة و كان قد لاط له بأربعة آلاف درهم كانت له عليه، أفلس بها، فاستأجره بها على أن يجزئ عنه، بعثه فخرج عنه، و تخلّف أبو لهب....
(إبليس يغرى قريشا بالخروج):
قال ابن إسحاق و حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، قال: لما أجمعت قريش المسير ذكرت الّذي كان بينها و بين بنى بكر، فكاد ذلك يثنيهم، فتبدّى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، و كان من أشراف بنى كنانة، فقال لهم: أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشي ء تكرهونه، فخرجوا سراعا.
(خروج رسول الله صلى الله عليه و سلم):
قال ابن إسحاق: و خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه- قال ابن هشام: خرج يوم الاثنين لثمان ليال خلون من شهر رمضان و استعمل عمرو بن أمّ مكتوم و يقال اسمه: عبد الله بن أمّ مكتوم أخا بنى عامر بن لؤيّ، على الصلاة بالناس، ثم ردّ أبا لبابة من الرّوحاء، و استعمله على المدينة.
(صاحب اللواء):
قال ابن إسحاق: و دفع اللواء إلى مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار. قال ابن هشام: و كان أبيض.
(رايتا الرسول صلى الله عليه و سلم):
قال ابن إسحاق: و كان أمام رسول الله صلى الله عليه و سلم رايتان سوداوان، إحداهما مع عليّ بن أبى طالب، يقال لها: العقاب، و الأخرى مع بعض الأنصار.
(عدد إبل المسلمين):
قال ابن إسحاق: و كانت إبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ سبعين بعيرا، فاعتقبوها، فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم، و عليّ بن أبى طالب، و مرثد بن أبى مرثد الغنوىّ يعتقبون بعيرا، و كان حمزة بن عبد المطلب، و زيد بن حارثة، و أبو كبشة، و أنسة، موليا رسول الله صلى الله عليه و سلم يعتقبون بعيرا، و كان أبو بكر، و عمر، و عبد الرحمن بن عوف يعتقبون بعيرا.
قال ابن إسحاق: و جعل على السّاقة قيس بن أبى صعصعة أخا بنى مازن بن النجّار. و كانت راية الأنصار مع سعد بن معاذ، فيما قال ابن هشام.
(طريق المسلمين إلى بدر):
قال ابن إسحاق: فسلك طريقه من المدينة إلى مكة، على نقب المدينة، ثم على العقيق، ثم على ذي الحليفة، ثم على أولات الجيش. قال ابن هشام: ذات الجيش.
قال ابن إسحاق: ثم مرّ على تربان، ثم على ملل، ثم غميس الحمام من مريين، ثم على صخيرات اليمام، ثم على السّيّالة، ثم على فجّ الرّوحاء، ثم على شنوكة، و هي الطريق المعتدلة، حتى إذا كان بعرق الظّبية
قال ابن هشام: الظبية: عن غير ابن إسحاق- لقوا رجلا من الأعراب، فسألوه عن الناس، فلم يجدوا عنده خبرا، فقال له الناس: سلّم على رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: أ و فيكم رسول الله؟ قالوا: نعم، فسلّم عليه، ثم قال: إن كنت رسول الله فأخبرني عمّا في بطن ناقتي هذه. قال له سلمة بن سلامة بن وقش: لا تسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم، و أقبل عليّ فأنا أخبرك عن ذلك. نزوت عليها، ففي بطنها منك سخلة، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم، مه، أفحشت على الرجل، ثم أعرض عن سلمة.
(بقية الطريق إلى بدر):
و نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم سجسج، و هي بئر الرّوحاء، ثم ارتحل منها، حتى إذا كان بالمنصرف، ترك طريق مكة بيسار، و سلك ذات اليمين على النازية، يريد بدرا، فسلك في ناحية منها، حتى جزع واديا، يقال له رحقان، بين النازية و بين مضيق الصّفراء، ثم على المضيق، ثم انصبّ منه، حتى إذا كان قريبا من الصفراء، بعث بسبس بن الجهنيّ، حليف بنى ساعدة، و عدىّ بن أبى الزّغباء الجهنيّ، حليف بنى النجّار، إلى بدر يتحسّسان له الأخبار، عن أبى سفيان بن حرب و غيره. ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه و سلم، و قد قدمها. فلما استقبل الصّفراء، و هي قريبة بين جبلين، سأل عن جبليهما ما اسماهما؟ فقالوا: يقال لأحدهما، هذا مسلح، و للآخر: هذا مخرئ، و سأل عن أهلهما، فقيل: بنو النار و بنو حراق، بطنان من بنى غفار فكرههما رسول الله صلى الله عليه و سلم و المرور بينهما، و تفاءل بأسمائهما و أسماء أهلهما. فتركهما رسول الله صلى الله عليه و سلم و الصّفراء بيسار، و سلك ذات اليمين على واد يقال له: ذفران، فجزع فيه، ثم نزل.
(أبو بكر و عمر و المقداد و كلماتهم في الجهاد):
و أتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار الناس، و أخبرهم عن قريش، فقام أبو بكر الصدّيق، فقال و أحسن. ثم قام عمر بن الخطّاب، فقال و أحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، و الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: «اذهب أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقاتِلا، إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ» (المائدة:24) و لكن اذهب أنت و ربّك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فو الّذي بعثك بالحقّ لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه، حتى تبلغه، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم خيرا، و دعا له به.
(استيثاق الرسول صلى الله عليه و سلم من أمر الأنصار):
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أشيروا عليّ أيها الناس. و إنما يريد الأنصار، و ذلك أنهم عدد الناس، و أنهم حين بايعوه بالعقبة، قالوا: يا رسول الله: إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا، فإذا وصلت إلينا، فأنت في ذمّتنا نمنعك ممّا نمنع منه أبناءنا و نساءنا. فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتخوّف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوّه، و أن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدوّ من بلادهم. فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلّم، قال له سعد بن معاذ: و الله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال أجل، قال: فقد آمنّا بك و صدّقناك، و شهدنا أن ما جئت به هو الحقّ، و أعطيناك على ذلك عهودنا و مواثيقنا، على السّمع و الطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فو الّذي بعثك بالحقّ، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلّف منا رجل واحد، و ما نكره أن تلقى بنا عدوّنا غدا، إنا لصبر في الحرب، صدق في اللّقاء. لعلّ الله يريك منّا ما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله. فسرّ رسول الله صلى الله عليه و سلم بقول سعد، و نشّطه ذلك، ثم قال: سيروا و أبشروا، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، و الله لكأنّي الآن انظر إلى مصارع القوم.
(الرسول صلى الله عليه و سلم و أبو بكر يتعرفان أخبار قريش):
ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذفران، فسلك على ثنايا. يقال لها الأصافر، ثم انحطّ منها إلى بلد يقال له: الدّبّة، و ترك الحنّان بيمين و هو كثيب عظيم كالجبل العظيم، ثم نزل قريبا من بدر، فركب هو و رجل من أصحابه: قال ابن هشام: الرجل هو أبو بكر الصدّيق.
قال ابن إسحاق كما حدّثنى محمد بن يحيى بن حبّان: حتى وقف على شيخ من العرب، فسأله عن قريش، و عن محمد و أصحابه، و ما بلغه عنهم، فقال الشيخ: لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إذا أخبرتنا أخبرناك. قال: أ ذاك بذاك؟ قال: نعم، قال الشيخ فإنه بلغني أن محمدا و أصحابه خرجوا يوم كذا و كذا، فإن كان صدق الّذي أخبرنى، فهم اليوم بمكان كذا و كذا، للمكان الّذي به رسول الله صلى الله عليه و سلم، و بلغني أن قريشا خرجوا يوم كذا و كذا، فإن كان الّذي أخبرنى صدقنى فهم اليوم بمكان كذا و كذا للمكان الّذي فيه قريش. فلما فرغ من خبره، قال: ممّن أنتما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: نحن من ماء، ثم انصرف عنه. قال يقول الشيخ: ما من ماء، أ من ماء العراق؟ قال ابن هشام: يقال: ذلك الشيخ: سفيان الضّمرى.
(ظفر المسلمين برجلين من قريش يقفانهم على أخبارهم):
قال ابن إسحاق: ثم رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أصحابه، فلما أمسى بعث عليّ بن أبى طالب، و الزبير بن العوّام، و سعد بن أبى وقاص، في نفر من أصحابه، إلى ماء بدر، يلتمسون الخبر له عليه- كما حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزّبير- فأصابوا راوية لقريش فيها أسلم، غلام بنى الحجّاج، و عريض أبو يسار، غلام بنى العاص بن سعيد، فأتوا بهما فسألوهما، و رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يصلى، فقالا: نحن سقاة قريش، بعثونا نسقيهم من الماء. فكره القوم خبرهما، و رجوا أن يكونا لأبى سفيان، فضربوهما. فلما أذلقوهما قالا: نحن لأبى سفيان، فتركوهما. و ركع رسول الله صلى الله عليه و سلم و سجد سجدتيه، ثم سلّم، و قال: إذا صدقاكم ضربتموهما، و إذا كذباكم تركتموهما، صدقا، و الله إنهما لقريش، أخبرانى عن قريش؟ قالا: هم و الله وراء هذا الكثيب الّذي ترى بالعدوة القصوى و الكثيب: العقنقل فقال لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم: كم القوم؟ قالا: كثير، قال: ما عدّتهم؟ قالا: لا ندري، قال: كم ينحرون كلّ يوم؟ قالا: يوما تسعا، و يوما عشرا، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: القوم فيما بين التسع مائة و الألف. ثم قال لهما: فمن فيهم من أشراف قريش؟ قالا: عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة، و أبو البختريّ بن هشام، و حكيم بن حزام، و نوفل بن خويلد، و الحارث بن عامر بن نوفل، و طعيمة بن عدىّ بن نوفل، و النّضر بن الحارث، و زمعة بن الأسود، و أبو جهل بن هشام، و أميّة بن خلف، و نبيه، و منبه ابنا الحجّاج، و سهيل بن عمرو، و عمرو بن عبد ودّ. فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على الناس، فقال: هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها.
(بسبس و عدي يتجسسان الأخبار):
قال ابن إسحاق: و كان بسبس بن عمرو، و عدىّ بن أبى الزّغباء قد مضيا حتى نزلا بدرا، فأناخا إلى تلّ قريب من الماء، ثم أخذا شنّا لهما يستقيان فيه، و مجديّ بن عمرو الجهنيّ على الماء. فسمع عدىّ و بسبس جاريتين من جواري الحاضر، و هما يتلازمان على الماء، و الملزومة تقول لصاحبتها: إنما تأتى العير غدا أو بعد غد، فأعمل لهم، ثم أقضيك الّذي لك. قال مجديّ: صدقت، ثم خلّص بينهما. و سمع ذلك عدىّ و بسبس، فجلسا على بعيريهما، ثم انطلقا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه و سلم، فأخبراه بما سمعا.
(حذر أبى سفيان و هربه بالعير):
و أقبل أبو سفيان بن حرب، حتى تقدم العير حذرا، حتى ورد الماء، فقال لمجدىّ بن عمرو: هل أحسست أحدا، فقال: ما رأيت أحدا أنكره، إلا أنى قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التلّ، ثم استقيا في شنّ لهما، ثم انطلقا. فأتى أبو سفيان مناخهما، فأخذ من أبعار بعيريهما، ففتّه، فإذا فيه النّوى، فقال: هذه و الله علائف يثرب. فرجع إلى أصحابه سريعا، فضرب وجه عيره عن الطريق، فساحل بها، و ترك بدرا بيسار، و انطلق حتى أسرع...
(رسالة أبى سفيان إلى قريش):
قال ابن إسحاق: و لما رأى أبو سفيان أنه قد أحرز عيره، أرسل إلى قريش: إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم و رجالكم و أموالكم، فقد نجّاها الله، فارجعوا، فقال أبو جهل بن هشام: و الله لا نرجع حتى نرد بدرا- و كان بدر موسما من مواسم العرب، يجتمع لهم به سوق كلّ عام- فنقيم عليه ثلاثا، فننحر الجزر، و نطعم الطعام، و نسقي الخمر، و تعزف علينا القيان، و تسمع بنا العرب و بمسيرنا و جمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدا بعدها، فامضوا...
(نزول قريش بالعدوة و المسلمين ببدر):
قال ابن إسحاق: و مضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي، خلف العقنقل و بطن الوادي، و هو يليل، بين بدر و بين العقنقل، الكثيب الّذي خلفه قريش، و القلب ببدر في العدوة الدنيا من بطن يليل إلى المدينة. و بعث الله السماء، و كان الودي دهسا، فأصاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه منها ما لبّد لهم الأرض و لم يمنعهم عن السير و أصاب قريشا منها ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه. فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يبادرهم إلى الماء، حتى إذا جاء أدنى ماء من بدر نزل به.
(مشورة الحباب على رسول الله صلى الله عليه و سلم):
قال ابن إسحاق: فحدّثت عن رجال من بنى سلمة، أنهم ذكروا: أن الحباب بن المنذر بن الجموح قال: يا رسول الله، أ رأيت هذا المنزل، أ منزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدّمه، و لا نتأخّر عنه، أم هو الرأى و الحرب و المكيدة؟
قال: بل هو الرأى و الحرب و المكيدة؟ فقال: يا رسول الله، فانّ هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فننزله، ثم نغوّر ما وراءه من القلب، ثم نبنى عليه حوضا فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب و لا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لقد أشرت بالرأي. فنهض رسول الله صلى الله عليه و سلم و من معه من الناس، فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه، ثم أمر بالقلب فغوّرت، و بنى حوضا على القليب الّذي نزل عليه، فملئ ماء، ثم قذفوا فيه الآنية.
(بناء العريش لرسول الله صلى الله عليه و سلم):
قال ابن إسحاق: فحدّثني عبد الله بن أبى بكر أنه حدّث: أن سعد بن معاذ قال: يا نبيّ الله، أ لا نبنى لك عريشا تكون فيه، و نعدّ عندك ركائبك، ثم نلقى عدوّنا، فان أعزّنا الله و أظهرنا على عدوّنا، كان ذلك ما أحببنا، و إن كانت الأخرى، جلست على ركائبك، فلحقت بمن وراءنا، فقد تخلّف عنك أقوام، يا نبيّ الله، ما نحن بأشدّ لك حبّا منهم، و لو ظنّوا أنك تلقى حربا ما تخلّفوا عنك، يمنعك الله بهم، يناصحونك و يجاهدون معك. فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم خيرا، و دعا له بخير. ثم بنى لرسول الله صلى الله عليه و سلم عريش، فكان فيه.
(ارتحال قريش):
قال ابن إسحاق: و قد ارتحلت قريش حين أصبحت، فأقبلت، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم تصوّب من العقنقل- و هو الكثيب الّذي جاءوا منه إلى الوادي- قال: اللَّهمّ هذه قريش قد أقبلت بخيلائها و فخرها، تحادّك و تكذّب رسولك، اللَّهمّ فنصرك الّذي وعدتني، اللَّهمّ أحنهم الغداة. و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم- و قد رأى عتبة بن ربيعة في القوم على جمل له أحمر- إن يكن في أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا. و قد كان خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاريّ، أو أبوه إيماء بن رحضة الغفاريّ، بعث إلى قريش، حين مرّوا به، ابنا له بجزائره أهداها لهم، و قال: إن أحببتم أن نمدّكم بسلاح و رجال فعلنا. قال: فأرسلوا إليه مع ابنه: أن وصلتك رحم، قد قضيت الّذي عليك، فلعمري لئن كنّا إنما نقاتل الناس فما بنا من ضعف عنهم، و لئن كنّا إنما نقاتل الله، كما يزعم محمّد، فما لأحد باللَّه من طاقة.
(إسلام ابن حزام):
فلما نزل الناس أقبل نفر من قريش حتى وردوا حوض رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم حكيم بن حزام، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: دعوهم. فما شرب منه رجل يومئذ إلا قتل، إلا ما كان من حكيم بن حزام، فإنه لم يقتل، ثم أسلم بعد ذلك، فحسن إسلامه. فكان إذا اجتهد في يمينه، قال: لا و الّذي نجّانى من يوم بدر.
(تشاور قريش في الرجوع عن القتال):
قال ابن إسحاق: و حدّثنى أبى إسحاق بن يسار و غيره من أهل العلم، عن أشياخ من الأنصار، قالوا: لما اطمأنّ القوم، بعثوا عمير بن وهب الجمحيّ فقالوا: احزروا لنا أصحاب محمد، قال: فاستجال بفرسه حول العسكر ثم رجع إليهم، فقال: ثلاث مائة رجل، يزيدون قليلا أو ينقصون، و لكن أمهلونى حتى انظر أ للقوم كمين أو مدد؟ قال: فضرب في الوادي حتى أبعد، فلم ير شيئا، فرجع إليهم فقال: ما وجدت شيئا، و لكنى قد رأيت، يا معشر قريش، البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة و لا ملجأ إلا سيوفهم، و الله ما أرى أن يقتل رجل منهم، حتى يقتل رجلا منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك؟ فروا رأيكم. فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس، فأتى عتبة بن ربيعة، فقال: يا أبا الوليد، إنك كبير قريش و سيّدها، و المطاع فيها، هل لك إلى أن لا تزال تذكر فيها بخير إلى آخر الدهر؟ قال: و ما ذاك يا حكيم؟ قال: ترجع بالنّاس، و تحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرميّ، قال: قد فعلت، أنت عليّ بذلك، إنما هو حليفي، فعليّ عقله و ما أصيب من ماله، فأت ابن الحنظليّة.....
(التقاء الفريقين):
قال ابن إسحاق: ثم تزاحف الناس و دنا بعضهم من بعض، و قد أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه أن لا يحملوا حتى يأمرهم، و قال: إن اكتنفكم القوم فانضحوهم عنكم بالنّبل، و رسول الله صلى الله عليه و سلم في العريش، معه أبو بكر الصدّيق. فكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من شهر رمضان.
قال ابن إسحاق: كما حدثني أبو جعفر محمد بن عليّ بن الحسين....
(مناشدة الرسول ربه النصر):
قال ابن إسحاق: ثم عدّل رسول الله صلى الله عليه و سلم الصفوف، و رجع إلى العريش فدخله، و معه فيه أبو بكر الصدّيق، ليس معه فيه غيره، و رسول الله صلى الله عليه و سلم يناشد ربّه ما وعده من النصر، و يقول فيما يقول: اللَّهمّ إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد، و أبو بكر يقول: يا نبيّ الله: بعض مناشدتك ربك، فإن الله منجّز لك ما وعدك. و قد خفق رسول الله صلى الله عليه و سلم خفقة و هو في العريش، ثم انتبه فقال: أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر الله. هذا جبريل آخذ بعنان فرس يقوده، على ثناياه النّقع.
(مقتل مهجع و ابن سراقة):
قال ابن إسحاق: و قد رمى مهجع، مولى عمر بن الخطاب بسهم فقتل، فكان أوّل قتيل من المسلمين، ثم رمى حارثة بن سراقة، أحد بنى عدىّ بن النجّار، و هو يشرب من الحوض، بسهم فأصاب نحره، فقتل.
(تحريض المسلمين على القتال):
قال: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الناس فحرّضهم، و قال: و الّذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة. فقال عمير بن الحمام، أخو بنى سلمة، و في يده تمرات يأكلهنّ: بخ بخ، أ فما بيني و بين أن أدخل الجنّة إلا أن يقتلني هؤلاء، ثم قذف التّمرات من يده و أخذ سيفه، فقاتل القوم حتى قتل...
(رمى الرسول للمشركين بالحصباء):
قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل قريشا بها، ثم قال: شاهت الوجوه، ثم نفحهم بها، و أمر أصحابه، فقال: شدّوا، فكانت الهزيمة، فقتل الله تعالى من قتل من صناديد قريش، و أسر من أسر من أشرافهم. فلما وضع القوم أيديهم يأسرون و رسول الله صلى الله عليه و سلم في العريش، و سعد بن معاذ قائم على باب العريش، الّذي فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم، متوشّح السيف، في نفر من الأنصار يحرسون رسول الله صلى الله عليه و سلم، يخافون عليه كرّة العدوّ، و رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم- فيما ذكر لي- في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: و الله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم، قال: أجل و الله يا رسول الله، كانت أوّل وقعة أوقعها الله بأهل الشّرك. فكان الإثخان في القتل بأهل الشّرك أحبّ إليّ من استبقاء الرجال...
(شهود الملائكة وقعة بدر):
قال ابن إسحاق: و حدثني عبد الله بن أبى بكر أنه حدّث عن ابن عبّاس قال: حدثني رجل من بنى غفار، قال: أقبلت أنا و ابن عمّ لي حتى أصعدنا في جبل يشرف بنا على بدر، و نحن مشركان، ننتظر الوقعة على من تكون الدّبرة، فننتهب مع من ينتهب. قال: فبينا نحن في الجبل، إذ دنت منا سحابة، فسمعنا فيها حمحمة الخيل، فسمعت قائلا يقول: أقدم حيزوم، فأما ابن عمى فانكشف قناع قلبه، فمات مكانه، و أما أنا فكدت أهلك، ثم تماسكت.
قال ابن إسحاق: و حدثني عبد الله بن أبى بكر، عن بعض بنى ساعدة عن أبى أسيد مالك بن ربيعة، و كان شهد بدرا، قال، بعد أن ذهب بصره: لو كنت اليوم ببدر و معى بصرى لأريتكم الشّعب الّذي خرجت منه الملائكة، لا أشكّ فيه و لا أتمارى.
قال ابن إسحاق: و حدثني أبى إسحاق بن يسار، عن رجال من بنى مازن بن النجّار، عن أبى داود المازني، و كان شهد بدرا، قال: إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه، إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أنه قد قتله غيري.
قال ابن إسحاق: و حدثني من لا أتهم عن مقسم، مولى عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن عبّاس، قال: كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضاء قد أرسلوها على ظهورهم، و يوم حنين عمائم حمراء.
قال ابن هشام: و حدثني بعض أهل العلم: أن عليّ بن أبى طالب قال: العمائم: تيجان العرب، و كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضاء قد أرخوها على ظهورهم، إلا جبريل فإنه كانت عليه عمامة صفراء.
قال ابن إسحاق: و حدّثنى من لا أتهم عن مقسم، عن ابن عبّاس، قال: و لم تقاتل الملائكة في يوم سوى بدر من الأيام، و كانوا يكونون فيما سواه من الأيام عددا و مددا لا يضربون...
(شعار المسلمين ببدر):
قال ابن هشام: و كان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر: أحد أحد....
(طرح المشركين في القليب):
قال ابن إسحاق: و حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزّبير عن عائشة، قالت: لما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالقتلى أن يطرحوا في القليب، طرحوا فيه، إلا ما كان من أميّة بن خلف، فإنه انتفخ في درعه فملأها، فذهبوا ليحرّكوه، فتزايل لحمه، فأقرّوه، و ألقوا عليه ما غيّبه من التراب و الحجارة. فلمّا ألقاهم في القليب، وقف عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال: يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقّا؟ فانى قد وجدت ما وعدني ربى حقّا. قالت: فقال له أصحابه: يا رسول الله، أ تكلّم قوما موتى؟ فقال لهم: لقد علموا أن ما وعدهم ربّهم حقا....
(بلوغ مصاب قريش إلى مكة):
...قال ابن إسحاق: و كان أوّل من قدم مكة بمصاب قريش الجيسمان بن عبد الله الخزاعىّ، فقالوا: ما وراءك؟ قال: قتل عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة، و أبو الحكم بن هشام، و أميّة بن خلف، و زمعة بن الأسود، و نبيه و منبّه ابنا الحجّاج، و أبو البختريّ بن هشام، فلما جعل يعدّد أشراف قريش، قال صفوان بن أميّة، و هو قاعد في الحجر: و الله إن يعقل هذا فاسألوه عنى، فقالوا: و ما فعل صفوان بن أميّة؟ قال: ها هو ذاك جالسا في الحجر، و قد و الله رأيت أباه و أخاه حين قتلا...
(نواح قريش على قتلاهم):
قال ابن إسحاق: و حدثني يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عبّاد، قال: ناحت قريش على قتلاهم، ثم قالوا: لا تفعلوا فيبلغ محمدا و أصحابه، فيشتموا بكم، و لا تبعثوا في أسراكم حتى تستأنوا بهم لا يأرب عليكم محمد و أصحابه في الفداء...[2]
المنابع:
الموسوعة الحرة(ویکیبیدیا)
السيرةالنبوية،ج 1،ص606-647
الكامل،ج 2،ص116
المنتظم،ج 3،ص97
[1]الموسوعة الحرة(ویکیبیدیا)
[2]السيرةالنبوية،ج 1،ص606-647