بلعم بن باعورا
هو بلعم، و قيل: بلعام، و قيل: باعم بن ناعورا، و قيل: باعر، و قيل: باعور بن سنور، و قيل: سموم، و قيل: رسيوم بن وسيم، و قيل: يرسيم بن ناب، و قيل: موآيي، و قيل: ماب ابن نبيّ اللّه لوط بن هاران، و يقال: كان ابن أخ نبيّ اللّه شعيب عليه السّلام. من علماء و أحبار بني إسرائيل المعاصرين لموسى بن عمران الكليم عليه السّلام، و كان في أوّل أمره معروفا بالإيمان و الصلاح و الزهد، ثم أغواه الشيطان فكفر و ساءت عاقبته.
يدّعي اليهود أنّه نبيّ من أنبيائهم، و كان يسكن في إحدى قرى البلقاء من أعمال دمشق ببلاد الشام، و قيل: كان يستوطن بيت المقدس.
كان مقرّبا إلى فرعون وقته، و كان عارفا باسم اللّه الأعظم، فكان يدعو به فيستجاب له، فطلب منه فرعون أن يدعو على موسى عليه السّلام، فكان كلّما دعا عليه ينقلب على نفسه، و لم تستجب دعواته، فأشار على فرعون، و قيل: على بالق- ملك البلقاء- بأن يدسّ النساء بين عساكر و صفوف بني إسرائيل ليفسدوهم، و بالتّالي يضعف موسى عليه السّلام أمام فرعون، فغضب موسى عليه السّلام من تلك المكيدة، فدعا عليه و على أشياعه، فأذن اللّه لموسى بأن ينتقم من أهل مدين، فوجّه موسى عليه السّلام جيشا إليهم فأهلكهم بأجمعهم و من بينهم المترجم له.
القرآن العظيم و بلعم :
لما عزم فرعون على طلب موسى عليه السّلام و أصحابه بالقرب من أريحا، قال للمترجم له: ادع على موسى عليه السّلام ليحبسه اللّه، فركب بلعم حمارته و ذهب في طلب موسى عليه السّلام، فامتنعت حمارته عليه، فأقبل يضربها فأنطقها اللّه عزّ و جل فقالت: ويلك! علام تضربني! أ تريد أن أجي ء معك لتدعو على موسى عليه السّلام نبي اللّه و قوم مؤمنين، فلم يزل يضربها حتّى نفقت، فانسلخ الاسم الأعظم من لسانه، فنزلت فيه الآية: «وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ» ( الأعراف/175). و قيل: نزلت فيه أو في أميّة بن أبي الصلت الآية: «وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا ...» (الأعراف/176). [1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص189-190
[1]أعلام القرآن، ص189-190