أميّة بن أبي الصلت
هو أبو عثمان، و قيل: أبو الحكم أميّة ابن أبي الصلت، عبد اللّه بن أبي ربيعة بن عوف بن عقدة بن عزة، و قيل: غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي، و أمّه رقيّة بنت عبد شمس بن عبد مناف. من علماء و أدباء و شعراء العرب في الجاهلية، و من سادات ثقيف و فصحائهم، و كان أشعرهم، و قيل: كان من أكبر شعراء الجاهلية. كان نابذا لعبادات و عادات أهل الجاهلية كعبادة الأصنام و شرب الخمر. كان يسكن الطائف، و يشتغل بالتجارة، و يتنقل بتجارته بين الشام و اليمن، و كان منقطعا إلى عبد اللّه بن جدعان الغالبي، أحد أجواد العرب في الجاهلية. كان عالما بلغات مختلفة، و مطّلعا على الكتب القديمة كالتوراة و الإنجيل، و كان يكثر التردّد على الكنائس و الأديرة، و يجالس القسيسين و الرهبان حتى قيل: إنه مسيحيّ.
كانت العرب في الجاهلية تنتظر نبيّا ينقذهم من الضلال و يهديهم إلى سبل الرشاد، فكان المترجم له يرجو أن يكون هو ذلك النبيّ، فلما بعث النبي محمّد صلّى اللّه عليه و آله قدم عليه بمكّة، و سمع منه بعض الآيات القرآنية، فانصرف عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و لم يسلم. حسد النبي صلّى اللّه عليه و آله على نبوته، و عاداه و أصبح من ألد خصومه، و أخذ يؤلّب الناس على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و يحرّضهم على قتاله بأمواله و أشعاره. و لم يزل يسكن الطائف حتى هلك كافرا في السنة السابعة للهجرة، و قيل: في السنة الثامنة للهجرة؛ و قيل: في السنة الخامسة للهجرة، و قيل: في السنة التاسعة للهجرة، و قيل: قبل الهجرة بخمس سنوات. القرآن العظيم و أمية بن أبي الصلت كما أسلفنا كان قد قرأ التوراة و الإنجيل، و كان يعلم بأنّ اللّه سيرسل نبيّا، و كان يتمنّى أن تكون النبوّة فيه، فلما بعث النبيّ الأكرم محمّد صلّى اللّه عليه و آله حسده و كفر به، فنزلت فيه الآية 175 من سورة الأعراف: «وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ».[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص153
[1]أعلام القرآن، ص153