القمّل
المجموعات : المعجزات

القُمّل

القُمَّل : دُويّبة من جنس القِردان إلا أنها أصغر منها تركب البعير عند الهُزال. و القُمّل صغار الذَرّ و الدنَى الذى لا أجنحة له. أو شى ء صغير بجناح أحمر. الواحدة قُمَّلة. و قيل: صغار الجراد. و القُمّل شي ء يقع في الزرع ليس بجراد يأكل السنبلة و هى غضّة قبل أن تخرج.[1]

جاء مرة فی قوله تعالی بشأن قوم فرعون: «فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَ الْجَرادَ وَ الْقُمَّلَ وَ الضَّفادِعَ وَ الدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَ كانُوا قَوْماً مُجْرِمِين»[2] .

لما آمنت السحرة و رجع فرعون مغلوبا و أبى هو و قومه إلا الإقامة على الكفر قال هامان لفرعون إن الناس قد آمنوا بموسى فانظر من دخل في دينه فاحبسه فحبس كل من آمن به من بني إسرائيل فتابع الله عليهم بالآيات و أخذهم بالسنين و نقص من الثمرات ثم بعث عليهم الطوفان فضرب دورهم و مساكنهم حتى خرجوا إلى البرية و ضربوا الخيام و امتلأت بيوت القبط ماء و لم يدخل بيوت بني إسرائيل من الماء قطرة و أقام الماء على وجه أرضيهم لا يقدرون على أن يحرثوا فقالوا لموسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا المطر فنؤمن لك و نرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم الطوفان فلم يؤمنوا و قال هامان لفرعون لئن خليت بني إسرائيل غلبك موسى و أزال ملكك و أنبت الله لهم في تلك السنة من الكلأ و الزرع و الثمر ما أعشبت به بلادهم و أخصبت فقالوا ما كان هذا الماء إلا نعمة علينا و خصبا فأنزل الله عليهم في السنة الثانية او في الشهر الثاني الجراد فجردت زروعهم و أشجارهم حتى كانت تجرد شعورهم و لحاهم و تأكل الأبواب و الثياب و الأمتعة و كانت لا تدخل بيوت بني إسرائيل و لا يصيبهم من ذلك شي ء فعجوا و ضجوا و جزع فرعون من ذلك جزعا شديدا و قال يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا الجراد حتى أخلي عن بني إسرائيل فدعا موسى ربه فكشف عنه الجراد بعد ما أقام عليهم سبعة أيام من السبت إلى السبت و قيل إن موسى (ع) برز إلى الفضاء فأشار بعصاه نحو المشرق و المغرب فرجعت الجراد من حيث جاءت حتى كأن لم يكن قط و لم يدع هامان فرعون أن يخلي عن بني إسرائيل فأنزل الله عليهم في السنة الثالثة او في الشهر الثالث عن غيره من المفسرين القمل و هو الجراد الصغار الذي لا أجنحة له و هو شر ما يكون و أخبثه فأتى على زروعهم كلها و اجتثها من أصلها فذهبت زروعهم و لحس الأرض كلها و قيل أمر موسى أن يمشي إلى كثيب أعفر بقرية من قرى مصر تدعى عين الشمس فأتاه فضربه بعصاه فانثال عليهم قملا فكان يدخل بين ثوب أحدهم فيعضه و كان يأكل أحدهم الطعام فيمتلئ قملا قال سعيد بن جبير القمل السوس الذي يخرج من الحبوب فكان الرجل يخرج عشرة أجربة إلى الرحى فلم يرد منها ثلاثة أقفزة فلم يصابوا ببلاء كان أشد عليهم من القمل و أخذت أشعارهم و أبشارهم و أشفار عيونهم و حواجبهم و لزمت جلودهم كأنه الجدري عليهم و منعتهم النوم و القرار فصرخوا و صاحوا فقال فرعون لموسى ادع لنا ربك لئن كشفت عنا القمل لأكفن عن بني إسرائيل فدعا موسى حتى ذهب القمل بعد ما قام عددهم سبعة أيام من السبت إلى السبت فنكثوا فأنزل الله عليهم في السنة الرابعة او في الشهر الرابع الضفادع فكانت تكون في طعامهم و شرابهم و امتلأت منها بيوتهم و أبنيتهم فلا يكشف أحد ثوبا و لا إناء و لا طعاما و لا شرابا إلا وجد فيه الضفادع و كانت تثب في قدورهم فتفسد عليهم ما فيها و كان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع و يهم أن يتكلم فيثب الضفدع في فيه و يفتح فاه لأكلته فيسبق الضفدع أكلته إلى فيه فلقوا منها أذى شديدا فلما رأوا ذلك بكوا و شكوا إلى موسى و قالوا هذه المرة نتوب و لا نعود فادع الله أن يذهب عنا الضفادع فإنا نؤمن بك و نرسل معك بني إسرائيل فأخذ عهودهم و مواثيقهم ثم دعا ربه فكشف عنهم الضفادع بعد ما أقام عليهم سبعا من السبت إلى السبت ثم نقضوا العهد و عادوا لكفرهم فلما كانت السنة الخامسة أرسل الله عليهم الدم فسال ماء النيل عليهم دما فكان القبطي يراه دما و الإسرائيلي يراه ماء فإذا شربه الإسرائيلي كان ماء و إذا شربه القبطي كان دما و كان القبطي يقول للإسرائيلي خذ الماء في فيك و صبه في في فكان إذا صبه في فم القبطي تحول دما و أن فرعون اعتراه العطش حتى أنه ليضطر إلى مضغ الأشجار الرطبة فإذا مضغها يصير ماؤها في فيه دما فمكثوا في ذلك سبعة أيام لا يأكلون إلا الدم و لا يشربون إلا الدم قال زيد بن أسلم الدم الذي سلط عليهم كان الرعاف فأتوا موسى فقالوا ادع لنا ربك يكشف عنا هذا الدم فنؤمن لك و نرسل معك بني إسرائيل فلما دفع الله عنهم الدم لم يؤمنوا و لم يخلوا عن بني إسرائيل.[3]

المنابع:

الإفصاح فى فقه اللغة، ج 2، ص 857

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 4، ص 720

 

[1]الإفصاح فى فقه اللغة، ج 2، ص 857

[2]الاعراف: 133

[3]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 4، ص 720