الإبل
الإِبِل يقع على البعران الكثيرة و لا واحد له من لفظه.[1] و الإبل هو الأصل فی مادّة «إ ب ل» و منه تفرّعت سائر المعاني. فالكثرة أخذت من عظمة خلقتها، و الاجتزاء أخذ من صبرها على الماء القليل، و قناعتها بالكلأ الرّطب، و هي صفة كامنة فيها.
في القرآن تعتبر الإبل من الأنعام كما هي في اللّغة قال تعالی:«وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ»[2] فذكر الإبل كان خطابا موجّها إلى المشركين، إشعارا بأنّ الإبل هي حيوان العرب دون اليهود.
و قال تعالی:«أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَ إِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ» [3] . و ذلک لان الإبل هي حيوان العرب و شريان حياتهم، فينبغي أن يعرفوا أسرار خلقتها الملائمة للبادية بما تتّصف فيه من التّحمّل و الصّبر و عظم الخلقة و الجسم، و ارتفاعها عن الأرض حفظا من السّباع، و طول أعناقها للرّعي من حشائش الأرض و الأكل من الشّجر، و ما فيها من المنافع كحمل الأثقال و شرب لبنها و أكل لحمها و غير ذلك. هذا بناء على ما إذا أريد من الإبل الحيوان، و قال المبرد إنّ المراد بها هنا القطع العظيمة من السّحاب.[4]
المنابع:
مفردات ألفاظ القرآن، ص 60
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 1، ص 145
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص 60
[2]الأنعام: 144
[3]الغاشية: 17- 18
[4]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 1، ص 145