أبوجهل عمرو بن هشام
المجموعات : الأشخاص

أبوجهل عمرو بن هشام

هو أبو الحكم عمرو بن هشام بن مغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشيّ، المخزوميّ، المعروف بابن الحنظليّة نسبة إلى أمّه أسماء بنت مخربة الحنظليّة، و بعد بزوغ نور الإسلام كنّاه المسلمون أبا جهل، و أخته حنتمة بنت هشام أمّ عمر بن الخطّاب.

كان من رؤساء و زعماء قريش في مكّة، و كان تاجرا ثريّا معروفا بالشجاعة و الدهاء و الحيلة. بعد أن منّ اللّه على البشريّة بالإسلام أصبح المترجم له من ألدّ أعداء و خصوم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين، و أكثرهم إيذاء له و للمسلمين.

كان لعنة اللّه عليه يسبّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و يشتمه، و ينال منه و يكذّبه، و يثير الناس عليه و على المسلمين. اشترك في جميع المؤامرات التي حيكت ضدّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، كان يقف حجر عثرة أمام تقدّم الإسلام و انتشاره.

كان من الذين يقومون بتعذيب المسلمين و قتلهم، فقام بتعذيب امرأة من بني عديّ كانت تدعى زنيرة حتّى عميت، فقال لها: إنّ اللات و العزّى فعلا بك، فقالت: و ما يدري اللات و العزّى من يعبدهما، و لكنّ هذا أمر من السماء، و ربّي قادر على ردّ بصري، فأصبحت من الغد و قد ردّ اللّه بصرها.

تولّى قتل سميّة أمّ عمّار بن ياسر بعد أن طعنها في قبلها بحربة. و بعد وفاة أبي طالب عليه السّلام أخذ ينادي و يقول: اقتلوا محمّدا صلّى اللّه عليه و آله فقد مات الذي كان ناصره.

و لم يزل على كفره و شركه حتّى قتل في معركة بدر الكبرى سنة 2 ه، قتله ابن عفراء، و قيل: قتله عبد اللّه بن مسعود، و قيل: عمرو بن الجموح، و حين رآه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله مقتولا قال: «قتل فرعون هذه الأمّة». و لمّا أيقن بالهلاك دعا باللات و العزّى، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «إنّ هذا- يعني أبا جهل- أعتى على اللّه من فرعون؛ لأنّ فرعون لمّا أيقن بالهلاك وحّد اللّه، و هذا لمّا أيقن بالهلاك دعا باللات و العزّى». و عمره المشئوم يوم هلاكه كان 70 سنة، فذهب غير مأسوف عليه إلى جهنّم و بئس المصير.

أمّا الآيات التي نزلت فمنها:

في أحد الأيام التقى به الأخنس بن شريق فقال له: يا أبا الحكم أخبرني عن محمّد أ صادق هو أم كاذب؟ فقال أبو جهل: و اللّه، إنّ محمّدا لصادق و ما كذب قطّ، و لكن إذا ذهب بنو قصيّ باللواء و السقاية و الحجابة و الندوة فما ذا يكون لسائر قريش؟ فنزلت «قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ» [1].

اجتمع هو و بعض أقطاب الشرك في دار الندوة، فاقترح عليهم أن يأسروا النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و يقيّده، ثم يعذّبوه بصنوف العذاب، فنزلت فيهم:«وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ ....»[2] .

و نزلت فيه: «إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ ....»[3] . و سبب نزولها بأنّه كان يحثّ المشركين و يشجّعهم على حرب النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و يحذّرهم من الإيمان به.

غاب حمزة بن عبد المطّلب عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله مدّة، فانتهز أبو جهل غيبته فأخذ يشتم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و يضربه حتّى جرحه، فلمّا عاد حمزة أخبروه بما جرى للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله من أبي جهل، فغضب و قصد أبا جهل، فوبّخه و أوجعه ضربا حتّى أدماه، فنزلت في حمزة و فيه: «أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ»[4] .

جاء هو و جماعة من المشركين إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و طلبوا منه إبعاد جبال مكّة عنها، و فتح عيون من الماء لكي يزرعوا أراضيهم، و غيرها من المطالب، فإن نفّذها النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لهم آمنوا به، فنزلت فيهم: «وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً ....»[5] .

جاء المترجم له و جماعة من الكفّار إلى أبي طالب و طلبوا منه أن يكفّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله عن آلهتهم، فعرض أبو طالب مطلبهم على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «أنا لا أريد منهم شيئا إلّا أن يقولوا لا إله إلّا اللّه» فنقل ذلك على أبي جهل و جماعته، فنزلت فيهم: «ص وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ... أَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي ....»[6] .

و نزلت فيه و في عمّار بن ياسر: «إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَ فَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ ...»[7] .

جاء يوما إلى أصحابه و هو يحمل مقدارا من التمر و الحليب و الماء، فقال لهم: تزقّموا؛ استهزاء بالنبيّ صلّى اللّه عليه و آله الذي أوعد الكافرين بشجرة الزقّوم، فنزلت فيه :«إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ. طَعامُ الْأَثِيمِ» و لمّا افتخر و تجبّر على النبي صلّى اللّه عليه و آله و قال: أنا أعزّ و أكرم أهل البطحاء نزلت فيه: «ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ»[8] .

في أحد الأيّام قال: لو رأيت محمّدا يصلّي وضعت رجلي على رقبته، فنزلت فيه: «فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً»[9] .

و شملته آیات اخر منها: «زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَ يَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ....»[10] .[11]

المنبع:

أعلام القرآن، ص 740- 734

 

[1]الانعام: 33

[2]الانفال: 30

[3]الانفال: 49

[4]الرعد: 19

[5]الرعد: 31

[6]1 - 8

[7]فصلت: 40

[8]الدخان: 42

[9]الانسان: 24

[10]البقرة: 212

[11]أعلام القرآن، ص 734-740