الدنیا
المجموعات : الأمکنة

الدنیا

«الدنيا» مؤنث «الأدنى »، أي الأقرب، ولفظ «الدنيا» مشتق من «الدنو» بمعنى القرب. وهي صفة للحياة قبل الموت، في مقابل الآخرة التي هي صفة للحياة بعد الموت. قال ابن فارس: الدال والنون والحرف المعتلّ أصلٌ واحدٌ يقاس بعضه على بعض، وهو المقاربة، ومن ذلك الدَّنيّ، وهو القريب؛ مِن دنا يدنو. وسمّيت الدنيا لدنوّها.[1]

يطلق القرآن الكريم على الحياة قبل الموت عدّة مسمّيات، فيسمّيها «الحياةالدنيا»[2] ، كما في قوله تعالى :«يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ».[3] ويذكرها حيناً بلفظ «الاولى»، كما في قوله تعالى : «وَ هُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ».[4] ويشير إليها أيضاً بلفظ «الأدنى »، كما في قوله تعالى : «يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى ».[5] وقد يطلق عليها اسم «العاجلة»، كما في قوله سبحانه:«مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ».[6] ويتّضح من خلال التأمّل في الآيات والأحاديث المشتملة على هذا اللفظ، أنّ له في النصوص الإسلاميّة ثلاثة مفاهيم:

عالَم ما قبل الموت والعيش فيه، في مقابل عالَم ما بعد الموت والحياة فيه، وهذا المفهوم ينسجم مع المعنى اللغوي.

الاستفادة من إمكانات عالَم ما قبل الموت؛ لأجل تأمين الحاجات المادية والمعنويّة للدنيا والآخرة.

الاستفادة من إمكانات عالَم ما قبل الموت؛ لأجل تأمين الرغبات المادية على حساب فقدان القيم المعنوية والراحة الأبدية في الحياة الآخرة.

إنّ الدنيا في المفهوم الأوّل هي من الآيات الإلهية الدالّة على حكمة الخالق وقدرته، وهي في المفهوم الثاني ممدوحة، وفي المفهوم الثالث مذمومة.

المنبع:

الدنيا و الآخرة في الكتاب و السنة(للریشهری)، ص 15

 

[1]مقاييس اللغة: ج 2 ص 303.

[2]وردت كلمة« الدنيا» في القرآن الكريم بمعنى الحياة قبل الموت مئة وإحدى عشرة مرّة؛ تسع وستون منها جاءت مقترنة بلفظ« الحياة».

[3]الروم: 7.

[4]القصص: 70، وراجع: اللّيل: 13، الضحى: 4.

[5]الأعراف: 169.

[6]الإسراء: 18، وراجع: القيامة: 20، الإنسان: 27.