أصحاب الیمین
اليمين: أصله الجارحة، و الميمنة ناحية اليمين. اصحابُ الیمین أي: أصحاب السّعادات و المیامن، و ذلك على حسب تعارف الناس في العبارة عن المیامن باليمين، و عن المشائم بالشّمال.[1]
جاء فی القرآن الکریم ذکر أصحاب المیمنة أو أصحاب الیمین قبال أصحاب المشئمة أو أصحاب الشمال و اشیر الی صفاتهم فی الدنیا و ثوابهم فی الآخرة.
قال تعالی: «و كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَة فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَة وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ... وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ وَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاء فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً لِأَصْحابِ الْيَمِينِ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ»[2] .
الميمنة من اليمن مقابل الشؤم، فأصحاب الميمنة أصحاب السعادة و اليمن مقابل أصحاب المشأمة أصحاب الشقاء و الشؤم، و ما قيل: إن المراد بالميمنة اليمين، أي ناحية اليمين لأنهم يؤتون كتابهم بيمينهم و غيرهم يؤتونه بشمالهم يرده مقابلة أصحاب الميمنة بأصحاب المشأمة، و لو كان كما قيل لقيل أصحاب الشمال و هو ظاهر.[3]
و قال تعالی: «فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ»[4] .
أَصحاب الميمنَة بمعنى اليمن مقابل الشؤم و قيل: المراد بالميمنة جهة اليمين و أصحاب الميمنة هم الذين يؤتون كتابهم بيمينهم، و مقابلة الميمنة بالمشأمة لا تلائمه.[5]
و عن بعضهم تفسير أصحاب اليمين بالملائكة، و عن بعضهم التفسير بأطفال المسلمين و عن بعضهم أنهم الذين كانوا عن يمين آدم يوم الميثاق، و عن بعضهم أنهم الذين سبقت لهم من الله الحسنى، و هي وجوه ضعيفة غير خفية الضعف.[6]
المنابع:
مفردات ألفاظ القرآن، ص 893
الميزان في تفسير القرآن، ج 19، ص 115
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص 893
[2]الواقعة: 7 – 9 و 27 - 40
[3]الميزان في تفسير القرآن، ج 19، ص 115
[4]البلد: 13 - 18
[5]الميزان في تفسير القرآن، ج 20، ص 294
[6]الميزان في تفسير القرآن، ج 20، ص 97