سعد بن عبادة
المجموعات : الأشخاص

سعد بن عبادة

هو أبو ثابت، و قيل: أبو قيس سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن حزام بن حزيمة ابن ثعلبة الخزرجي، الساعدي، المدني الأنصاري، و أمه عمرة بنت مسعود.

من كبار أصحاب رسول الله و فضلائهم، و من مشاهير الأنصار و وجهائهم. كان سيد الخزرج و رئيسهم بالمدينة في الجاهلية و الإسلام، و نقيب بني ساعدة، و من أشراف و وجهاء قومه في الجاهلية و الإسلام. كان هو و آباؤه في الجاهلية يعرفون بالجود و الكرم، و كان لهم حصن يدعى أطما، فكانوا ينادون عليه: من أحب الشحم و اللحم فليأت أطم دليم بن حارثة، و في الإسلام كان صاحب ضيافة و كرم، و كان لرسول الله صلى الله عليه و آله في كل يوم من سعد جفنة طعام يدور بها حيث دار.

كان في الجاهلية يحسن الكتابة بالعربية، و يحسن العوم و يجيد الرمي، و كانت العرب تسمي من اجتمعت فيه تلك الخصال الثلاث بالكامل. أسلم و صحب النبي صلى الله عليه و آله و شهد معه واقعة بدر، و قيل: لم يشهدها، و شهد ما بعدها من الوقائع و المشاهد، و كان في جميعها حاملا راية الأنصار فيها.كان من النقباء الاثني عشر الذين اختارهم النبي صلى الله عليه و آله، و كان صلى الله عليه و آله يستخلفه في بعض الأحايين مكانه عند ما يذهب للغزو.

في يوم فتح مكة كانت راية النبي صلى الله عليه و آله بيده، فدخلها و هو يقول: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة. فسمعها رجل من المهاجرين فأعلم النبي صلى الله عليه و آله بذلك، فقال صلى الله عليه و آله للإمام أمير المؤمنين عليه السلام: أدركه و خذ الراية منه، و كن أنت الذي تدخل بها، فدخل الإمام عليه السلام مكة حاملا الراية و هو يقول: اليوم يوم المرحمة، اليوم تصان الحرمة. قال النبي صلى الله عليه و آله في حقه: اللهم اجعل صلواتك و رحمتك على آل سعد بن عباده. بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله اجتمع عليه الأنصار و أرادوا مبايعته بالخلافة، فمنعهم أبو بكر من ذلك، فرجع الناس إلى أبي بكر.

و بعد مبايعة الناس لأبي بكر، قال بعضهم لسعد: أ ما تدخل فيما دخل فيه المسلمون؟ قال: إليك عني، فو الله! لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: إذا أنا مت تضل الأهواء و يرجع الناس على أعقابهم، فالحق يومئذ مع علي عليه السلام، و كتاب الله بيده، لا نبايع لأحد غيره. و نقل عنه أنه قال: لو بايعوا عليا عليه السلام لكنت أول من بايع. و لما آل الأمر إلى عمر بعد أبي بكر عاتبه عمر لعدم مبايعته له، فقال سعد: و الله أصبحت كارها لجوارك.

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: إن أول من جرأ الناس علينا هو سعد بن عبادة، فتح بابا ولجه غيره، و أضرم نارا كان لهبها عليه و ضوؤها لأعدائه. روى عن النبي صلى الله عليه و آله أحاديث، و روى عنه جماعة.

و بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله لم يبايع أبا بكر و لا عمر و انصرف إلى الشام، و سكن مدينة حوران، و لم يزل بها حتى توفي، و قيل: توفي ببصرى الشام سنة 15 ه، و قيل: سنة 14 ه، و قيل: سنة 16 ه، و قيل: سنة 11 ه، و قيل: قبره بإحدى قرى دمشق تدعى المنيحة، و قيل: المزة. و قيل في موته بأن عمر بن الخطاب بعث إليه محمد بن مسلمة الأنصاري و خالد بن الوليد ليقتلاه، فقتلاه و أشاعا بأن الجن قتلته.

من الكلمات المتداولة عند العرب هي كلمة «راعنا» و كانت العرب تقولها للنبي صلى الله عليه و آله، و تلك الكلمة في لغة اليهود تعني السب و الشتم القبيح، فكان اليهود يقولون: كنا نسب محمدا صلى الله عليه و آله سرا، و الآن نسبه علنا، فكانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه و آله و يقولون: يا محمد «راعنا» و يضحكون، ففطن بها سعد، و كان عارفا بلغتهم، فقال: يا أعداء الله عليكم لعنة الله، و الذي نفس محمد صلى الله عليه و آله بيده لئن سمعتها من رجل منكم لأضربن عنقه، فقالوا: أ لستم تقولونها، فنزلت الآية 104 من سورة البقرة: «يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا».[1]

المنبع:

أعلام القرآن، ص 438

 

[1]أعلام القرآن، ص 438