عثمان بن مظعون
هو أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص القرشيّ، الجمحي، و أمّه سخيلة بنت العنبس الجمحيّة. صحابيّ جليل صالح، كثير العبادة و التهجّد و الصيام، عرف بالزهد، و له شعر.
كان في الجاهليّة من حكماء العرب، و حرّم على نفسه الخمر، و كان يقول:لا أشرب شرابا يذهب عقلي. و يضحك من هو أدنى منّي، و يحملني على أن أنكح من لا أحبّ.
كان من أوائل من أسلم، و هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى، ثم هاجر إلى المدينة المنورة، و اشترك في واقعة بدر الكبرى.
روى عن النبي صلّى اللّه عليه و آله بعض الأحاديث، و روى عنه جماعة.
كان النبي صلّى اللّه عليه و آله يحبّه حبّا شديدا، و آخى بينه و بين أبي الهيثم بن التيّهان الأنصاري.
توفّي بالمدينة المنورة في ذي الحجة، و قيل: في شعبان في السنة الثانية من الهجرة، فكان أوّل مهاجر مات بالمدينة، و دفن بالبقيع، فكان أوّل من دفن فيه، و حزن النبي صلّى اللّه عليه و آله لموته حزنا شديدا.
القرآن العظيم و عثمان بن مظعون :
اجتمع هو و جماعة من المسلمين في داره و قرّروا الصّيام و القيام و عدم النوم على الفرش و أن لا يأكلوا اللّحم و لا يقربوا النساء و الطيب إلى غير ذلك ممّا حلّله اللّه، فبلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه و آله، فزجرهم و نهاهم عن ترك الدنيا و طيباتها التي حلّلها اللّه، فنزلت فيه و في جماعته الآية 87 من سورة المائدة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ ....
و يقال: إنّ سبب نزول تلك الآية فيه كان مجي ء زوجته حولاء بنت أبي أميّة إلى عائشة بنت أبي بكر، و كانت شابّة جميلة، فقالت لها عائشة: ما لي أراك معطّلة؟ فقالت: و لمن أتزيّن؟ فو اللّه! ما قاربني زوجي منذ كذا و كذا، فإنّه قد ترهّب، و لبس المسوح، و زهد في الدنيا. فأخبرت عائشة النبي صلّى اللّه عليه و آله بخبر زوجة المترجم له، فنزلت تلك الآية فيه.
و نزلت فيه الآية 93 من نفس السورة: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا ....[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 649
[1]أعلام القرآن، ص 649