مرثد بن ابی مرثد الغنوي
أحد أصحاب النبي صلی الله علیه و آله. أمّره النبي علی سرية الرجیع و استشهد في تلک السریة.
مرثد بن أبى مرثد الغنوي؛ اسم أبى مرثد كنّاز بن حصين. و يقال ابن حصن... شهد مرثد و أبوه أبو مرثد جميعا بدرا، كانا حليفين لحمزة بن عبد المطلب، آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بينه و بين أوس بن الصامت أخى عبادة بن الصامت، و شهد مرثد بدرا و أحدا، و قتل يوم الرجيع شهيدا، أمّره رسول الله صلى الله عليه و سلم على السرية التي وجّهها معه إلى مكة، و ذلك في صفر على رأس ستة و ثلاثين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة.
و زعم بن إسحاق أنّ مرثد بن أبى مرثد الغنوي أمّره رسول الله صلى الله عليه و سلم على السرية التي بعث فيها عاصم بن ثابت بن أبى الأقلح، و خبيب ابن عدي، إلى عضل و القارة و بنى لحيان، و ذلك في آخر سنة الهجرة، و كانوا سبعة نفر، منهم مرثد هذا، و هو كان الأمير عليهم فيما ذكر ابن إسحاق. و ذكر معمر، عن ابن شهاب- أنّ أميرهم كان عاصم بن ثابت بن أبى الأقلح.
و الستة: مرثد بن أبى مرثد، و عاصم بن ثابت بن أبى الأقلح، و خبيب بن عدي، و خالد بن البكير، و زيد بن الدّثنة، و عبد الله بن طارق حليف بنى ظفر، كان هؤلاء الستة قد بعثوا إلى عضل و القارة ليفقّهوهم في الدين، و يعلّموهم القرآن و شرائع الإسلام، فغدروا بهم، و استصرخوا عليهم هذيلا، و قتل حينئذ مرثد بن أبى مرثد، و عاصم، و خالد، و قاتلوا حتى قتلوا، و ألقى خبيب و عبد الله و زيد بأيديهم، فأسروا...
و قد روى عبد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: كان رجل يقال له مرثد بن أبى مرثد، و كان يحمل الأسرى من مكة حتى يأتى بهم المدينة، قال: و كان بمكة بغيّ يقال لها عناق، و كانت صديقة له، و كان وعد رجلا أن يحمله من أسرى مكة، قال: فجئت حتى انتهيت إلى حائط من حيطان مكة في ليلة قمراء، فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلّى بجانب الحائط، فلما انتهت إليّ عرفتني فقالت: مرثد! قلت: مرثد! قالت: مرحبا و أهلا، هلم فبتّ عندنا الليلة. قال: قلت: يا عناق، إنّ الله حرم الزنا قالت: يا أهل الخباء، هذا الّذي يحمل الأسرى. قال: فاتبعنى ثمانية رجال و سلكت الخندمة حتى انتهيت إلى كهف أو غار، فدخلته، و جاءوا حتى قاموا على رأسي، و أعماهم الله عنى، ثم رجعوا و رجعت إلى صاحبي، فحملته، و كان رجلا ثقيلا حتى انتهيت إلى الإذخر، ففككت عنه كبله، ثم جعلت أحمله حتى قدمت المدينة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقلت: يا رسول الله، أنكح عناقا؟ فأمسك رسول الله صلى الله عليه و سلم، فلم يردّ عليّ شيئا حتى نزلت هذه الآية: «الزاني لا ينكح إلّا زانية أو مشركة ...» (النور:3) الآية. فقرأها رسول الله صلى الله عليه و سلم عليّ و قال: لا تنكحها.[1] و لکن ذکر مقاتل بن سلیمان في ذیل الآیة 22 من سورة البقرة «و لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن و لأمة مؤمنة خير من مشركة و لو أعجبتكم و..» أن الذي إستأذن النبي أن یتزوج عناق هو ابو مرثد الغنوي (والد مرثد بن أبی مرثد). [2]
المنابع:
الاستيعاب،ج 3،ص1384
تفسير مقاتل بن سليمان، ج 1، ص 190
[1]الاستيعاب،ج 3،ص1384
[2]تفسير مقاتل بن سليمان، ج 1، ص 190