محلّم بن جثّامة
هو محلّم بن جثّامة يزيد بن قيس بن ربيعة بن عبد اللّه بن يعمر بن عوض بن كعب الكنانيّ، الليثيّ.
صحابيّ، لعنه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله؛ لأنّه قتل رجلا مسلما من أشجع ظلما و عدوانا، و بعد أن أخذ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله دية الأشجعيّ منه قام إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قال: يا رسول اللّه استغفر لي، قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «قتلت مسلما لعنك اللّه، اللّهمّ لا تغفر لمحلّم» قالها ثلاثا.
و بعد عدّة أيّام من قتله للأشجعيّ هلك، فدفنوه فلفظته الأرض عدّة مرّات، فرموا بجثّته بين جبلين و جعلوا عليها حجارة، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «إنّ الأرض لتقبل من هو شرّ منه، و لكن أراد اللّه أن يريكم آية في قتل المؤمن»
القرآن المجيد و محلّم بن جثّامة:
في السنة السابعة، و قيل: الثامنة بعد الهجرة- قبل فتح مكّة- أغزى النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله سريّة فيها المترجم له و غيره من الصحابة، فلمّا كانوا ببطن إضم- واد تجتمع فيه أودية المدينة- مرّ عليهم عامر بن الأضبط الأشجعيّ على بعير له، فسلّم عليهم بتحيّة الإسلام، فأمسكوا عنه، ثمّ حمل عليه محلّم و قتله لشي ء كان بينهما في الجاهليّة، ثمّ أخذ بعيره و متاعه، فلمّا قدموا على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أخبروه بما فعله محلّم مع الأشجعي، فتأثّر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كثيرا، فنزلت فيه الآية 94 من سورة النساء: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا ..». [1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 866
[1]أعلام القرآن، ص 866