كِنانة(لبابة) بن أبي الحُقَيق‏
المجموعات : الأشخاص

كِنانة(لبابة) بن أبي الحُقَيق

هو كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضريّ- نسبة إلى بني النضير- الخيبريّ، اليهوديّ؛ من يهود بني النضير المعاصرين للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله في بدء الدعوة، و كان من أحبارهم و علمائهم و رؤسائهم، و كان عارفا بالتوراة.

كان من خصوم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين، و من ألدّ أعدائهم و المؤذين لهم و المتآمرين عليهم، و أحد الذين بذلوا أموالهم في سبيل إيقاف الدعوة الإسلاميّة.

تآمر مع جماعة من قومه على اغتيال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فأخبر اللّه نبيّه بنواياهم، فعاتبهم على ذلك، فطلبوا منه أن يجليهم و يكفّ عن دمائهم، فأجابهم إلى ذلك، فخرج جماعة منهم إلى الشام، و منهم من سار إلى خيبر و فيهم المترجم له.

تزوّج من صفيّة بنت حىّ بن أخطب النضريّة، فلما قتل كنانة يوم خيبر و سبيت تزوّجها النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فلمّا دخل بها وجد بخدّها آثر لطمة، فسألها النبيّ صلّى اللّه عليه و آله عن ذلك، فقالت: إنّي رأيت في عالم الرؤيا كأنّ القمر أقبل من يثرب فسقط في حجري، فقصصت رؤياي على كنانة فلطمني و قال: تتمنّين أن يتزوّجك ملك يثرب؟ فهذه من لطمته على خدّي.

كان عنده كنز بني النضير، فلمّا أسره المسلمون يوم خيبر و جي ء به إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله مكتوفا سأله النبيّ صلّى اللّه عليه و آله عن الكنز، فأنكر علمه به، فوكّل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله الزبير بن العوام بأن يستنطقه لكي يعترف بمكان الكنز، فلم يعترف و أنكر ذلك، فدفعه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله إلى محمّد بن مسلمة فضرب عنقه فهلك، و ذلك في السنة السابعة من الهجرة، و قيل: تمّ قتله على يد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله.

القرآن العظيم و ابن أبي الحقيق :

جاء يوما مع جماعة من اليهود إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و قالوا: يا محمّد ما ولّاك عن قبلتك التي كنت عليها و أنت تزعم أنّك على ملّة إبراهيم و دينه؟ ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتّبعك و نصدّقك، فنزلت فيهم الآية 142 من سورة البقرة: سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها ....

و لكون المترجم له و غيره من رؤساء اليهود و علمائهم كتموا ما عهد اللّه إليهم في التوراة من شأن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و بدّلوه و كتبوا بأيديهم غيره، و أقسموا أنّه من عند اللّه، فنزلت فيهم الآية 77 من سورة آل عمران: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا ....

كان من جملة المشركين الذين حزّبوا الأحزاب لحرب النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يوم خيبر، و جاءوا إلى قريش يحرّضونهم على حرب النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و قالوا القريش: إنّ دينكم أفضل من دين محمّد صلّى اللّه عليه و آله، و أنتم أولى بالحقّ منه، فنزلت فيهم الآية 51 من سورة النساء: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ ....

في غزوة خيبر دعا النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بقوس، فجي ء إليه بقوس طويل، فقال صلّى اللّه عليه و آله: «جيئوني بقوس غيرها» فجاءوه بقوس آخر، فرمى حصن خيبر بسهم، فأقبل السهم يهوي حتّى قتل المترجم له و هو على فراشه، فنزلت الآية 17 من سورة الأنفال: وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى ....

أتى هو و جماعة من الكفّار إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و قالوا له: إنّ هذا الدين الذي جئت به لحقّ من عند اللّه؟ أ ما يعلّمك هذا إنس و لا جنّ؟ فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «أما و اللّه، إنّكم لتعلمون أنّه من عند اللّه و إنّي لرسول اللّه، تجدون ذلك مكتوبا عندكم في التوراة» ثمّ قالوا:

أنزل علينا كتابا من السماء نقرأه و نعرفه، و إلّا جئناك بمثل ما تأتي به، فنزلت فيهم الآية 88 من سورة الإسراء: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ....[1]

المنبع:

أعلام القرآن، ص 834 الی 836

 

[1]أعلام القرآن، ص 834 الی 836