الغلام الأسود
المجموعات : الأشخاص

الغلام الأسود

رجل مجهول جاء ذکره فی سبب نزول قوله تعالی: «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبير»[1] .

فروی أنه مر رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم ببعض الأسواق بالمدينة، و إذا غلام أسود قائم ينادى عليه: بياع فيمن يزيد، و كان الغلام يقول: من اشتراني فعلى شرط، قيل: ما هو؟ قال: لا يمنعني من الصلوات الخمس خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم، فاشتراه رجل على هذا الشرط، و كان يراه رسول الله صلى الله عليه و سلم عند كل صلاة مكتوبة، ففقده ذات يوم فقال لصاحبه: أين الغلام؟ فقال: محموم يا رسول الله، فقال لأصحابه: قوموا بنا نعوده، فقاموا معه فعادوه، فلما كان بعد أيام قال لصاحبه: ما حال الغلام؟ فقال: يا رسول الله إن الغلام لما به، فقام و دخل عليه و هو في برحائه فقبض على تلك الحال، فتولى رسول الله صلى الله عليه و سلم غسله و تكفينه و دفنه، فدخل على أصحابه من ذلك أمر عظيم، فقال المهاجرون: هجرنا ديارنا و أموالنا و أهلينا فلم ير أحد منا في حياته و مرضه و موته ما لقي هذا الغلام. و قالت الأنصار: آويناه و نصرناه و واسيناه بأموالنا فآثر علينا عبدا حبشيا. فأنزل الله تبارك و تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى » يعني أنكم بنو أب واحد و امرأة واحدة. و أراهم فضل التقوى بقوله تعالى: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم ».[2]

المنبع:

اسباب نزول القرآن، ص 412

 

[1]الحجرات: 13

[2]اسباب نزول القرآن، ص 412