عکاشة بن محصن الأسدي
عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، حليف لبني أمية، يكنى أبا محصن، كان من فضلاء الصحابة، شهد بدرا و أبلى فيها بلاء حسنا، و انكسر سيفه، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم عرجونا أو عودا، فصار بيده سيفا يومئذ، و شهد أحدا، و الخندق، و سائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم، و توفى في خلافة أبى بكر الصديق رضى الله عنه، يوم بزاخة، قتله خويلد الأسدي، يوم قتل ثابت بن أقرم في الردّة، هكذا قال جمهور أهل السير في أخبار أهل الردّة، إلا سليمان التيمي، فإنه ذكر أنّ عكاشة قتل في سريّة بعثها رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بنى خزيمة، فقتله طليحة، و قتل ثابت بن أقرم، و لم يتابع سليمان التيمي على هذا القول. و قصّة عكاشة مشهورة في الردّة.
و كان عكاشة يوم توفى النبي صلى الله عليه و سلم ابن أربع و أربعين سنة، و قتل بعد ذلك بسنة. و قال ابن سعد: سمعت بعضهم يشدّد الكاف في عكاشة، و بعضهم يخففها، و كان من أجمل الرجال. روى عنه من الصحابة أبو هريرة، و ابن عباس. روى عن النبي صلى الله عليه و سلم من وجوه أنه قال: يدخل الجنة من أمّتى سبعون ألفا لا حساب عليهم. فقال عكاشة بن محصن: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال له: أنت منهم، و دعا له. فقام رجل آخر، فقال: يا رسول الله، ادع الله لي أن يجعلني منهم، قال: سبقك بها عكاشة.[1]
أخرج ابن جرير و ابو الشيخ و ابن مردويه عن أبى هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج فقام عكاشة بن محصن الأسدي فقال أفي كل عام يا رسول الله قال أما إني لو قلت نعم لوجبت و لو وجبت ثم تركتم لضللتم اسكتوا عنى ما سكت عنكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم فانزل الله «يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم » (المائدة:101) إلى آخر الآية.[2]
المنابع:
الاستيعاب،ج 3،ص1081
الدر المنثور فى التفسير بالماثور، ج 2، ص 335
[1]الاستيعاب،ج 3،ص1081
[2]الدر المنثور فى التفسير بالماثور، ج 2، ص 335