عبد الله بن جدعان
هو عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة سيد بنى تيم و هو ابن عم والد أبى بكر الصديق رضى الله عنه. و كان من الكرماء الأجواد في الجاهلية المطعمين للمسنتين ... و كانت له جفنة يأكل منها الراكب على بعيره و وقع فيها صغير فغرق و ذكر ابن قتيبة و غيره أن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال لقد كنت استظل بظل جفنة عبد الله بن جدعان صكة عمى أي وقت الظهيرة. و في حديث مقتل أبى جهل أن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال لأصحابه تطلبوه بين القتلى و تعرفوه بشجة في ركبته فانى تزاحمت أنا و هو على مأدبة لابن جدعان فدفعته فسقط على ركبته فانهشمت فاثرها باق في ركبته فوجدوه كذلك. و ذكروا أنه كان يطعم التمر و السويق و يسقى اللبن حتى سمع قول أمية بن أبى الصلت:
و لقد رأيت الفاعلين و فعلهم فرأيت أكرمهم بنى الديان
البر يلبك بالشهاد طعامهم لا ما يعللنا بنو جدعان
فأرسل ابن جدعان الى الشام ألفي بعير تحمل البر و الشهد و السمن و جعل مناديا ينادى كل ليلة على ظهر الكعبة أن هلموا الى جفنة ابن جدعان. فقال أمية في ذلك:
له داع بمكة مشمعل و آخر فوق كعبتها ينادى
الى ردح من الشيزى ملاء لباب البر يلبك بالشهاد
و مع هذا كله فقد ثبت في الصحيح لمسلم أن عائشة قالت: يا رسول الله ان ابن جدعان كان يطعم الطعام و يقرى الضيف فهل ينفعه ذلك يوم القيامة. فقال: لا إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.[1]
و قیل نزلت الآیة 17 من سورة الأحقاف في عبد الرّحمن بن أبي بكر، قال لأبيه و أمه قبل أن يسلم حين كانا يدعوانه إلى الإسلام، و يخبرانه بالبعث بعد الموت و هو يأبى و يسي ء القول لهما، فقال لهما: «أُفٍّ لَكُما أَ تَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَ قَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي»؛ أي تخوّفانني أن أخرج من القبر و قد مضت القرون من قبل و لم يخرج أحد منهم من قبره، أين عبد اللّه بن جدعان ؟ أين فلان و أين فلان؟! [2]
المنابع:
البدايةوالنهاية،ج 2،ص218
تفسير القرآن العظيم (للطبرانى)، ج 6، ص 12
جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 30، ص 174
[1]البدايةوالنهاية،ج 2،ص218
[2]تفسير القرآن العظيم (للطبرانى)، ج 6، ص 12