عبد اللّه بن أبي أميّة
هو عبد اللّه ابن أبي أميّة، حذيفة، و قيل: سهل بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمرو ابن مخزوم القرشي، المخزومي، و أمّه عاتكة بنت عبد المطلب. ابن عمّة النبي صلّى اللّه عليه و آله، و أخو أمّ سلمة؛ زوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لأبيها. صحابيّ، شاعر.
أسلم عام فتح مكّة في السنة الثامنة للهجرة بعد أن دخل على النبي صلّى اللّه عليه و آله و هو بثنية العقاب- موضع بين مكّة و المدينة- و قيل: أسلم قبل عام الفتح؛ شهد مع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فتح مكّة و حنينا و الطائف، و في يوم الطائف في السنة الثامنة للهجرة أصابه سهم فقتله .
كان قبل أن يسلم من أكثر المعاندين و المخالفين للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين، و في تلك الأيام أرسله المشركون مع عمرو بن العاص إلى النجاشي- ملك الحبشة- يؤلّبونه و يحرّضونه ضد المسلمين الذين هاجروا إليه، فأحسن إليهم.
روى عن النبي صلّى اللّه عليه و آله، و حدّث عنه جماعة.
القرآن الكريم و عبد اللّه بن أبي أميّة:
طلب يوما من النبي صلّى اللّه عليه و آله أن يأتيه بكتاب من السماء مكتوب فيه: من رب العالمين إلى ابن أبي أميّة، اعلم أني قد أرسلت محمدا صلّى اللّه عليه و آله إلى الناس، فنزلت فيه الآية 108 من سورة البقرة: أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَ مَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ.
قال هو و جماعة من مشركي مكّة للنبي صلّى اللّه عليه و آله: ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللّات و العزّى، فنزلت فيهم الآية 15 من سورة يونس: وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ ....
اجتمع المترجم له و جماعة من رؤساء مشركي مكّة بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و قالوا له: ائتنا بكتاب لا يعيب آلهتنا و أصنامنا، و بدّل لنا جبال مكّة ذهبا، و ائتنا بالملائكة يشهدون لك بأنّك رسول اللّه، فنزلت فيهم الآية 12 من سورة هود: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ ....
طلب هو و جماعة من المشركين من النبي صلّى اللّه عليه و آله مطالب إن نفّذها لهم اعتنقوا الإسلام منها أن يبعد عنهم جبال مكة، و يفجر لهم عيونا ليزرعوا بواسطتها، فنزلت جوابا لهم الآية 31 من سورة الرعد: وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً ....
و كذلك طلب المترجم له و المشركون من النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أن يجري لهم أنهارا كأنهار الشام و العراق، فنزلت فيهم الآية 90 من سورة الإسراء: وَ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً.
و قال يوما للنبي صلّى اللّه عليه و آله: لا أؤمن بك حتى تتّخذ إلى السماء سلّما و ترقى فيه و أنا انظر حتى تأتيها و تأتي بنسخة منشورة معك، و نفر من الملائكة يشهدون لك أنّك كما تقول، فأنزل اللّه تعالى فيه الآية 93 من نفس السورة: أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَ لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا.[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 592
[1]أعلام القرآن، ص 592