طليحة (طلحة) بن خويلد
طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف ابن عمرو بن قعين بن الحارث بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، الأسدي الفقعسي.
كان من أشجع العرب و كان يعد بألف فارس، قال الواقدي: قدم وفد أسد بن خزيمة على النبي صلّى الله عليه و سلّم، و فيهم طليحة بن خويلد سنة تسع و رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، مع أصحابه، فسلموا و قالوا:
يا رسول الله، جئناك نشهد أن لا إله إلا الله، و أنك عبده و رسوله، و لم تبعث إلينا، و نحن لمن وراءنا، فأنزل الله تعالى: «يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا» (الحجرات:17) الآية.
فلما رجعوا تنبأ طليحة في حياة النبي صلّى الله عليه و سلّم، فأرسل إليه النبي صلّى الله عليه و سلّم ضرار بن الأزور الأسدي ليقاتله فيمن أطاعه، ثم توفى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فعظم أمر طليحة، و أطاعه الحليفان أسد و غطفان، و كان يزعم أنه يأتيه جبريل عليه السّلام بالوحي، فأرسل إليه أبو بكر خالد بن ابن الوليد، فقاتله بنواحي سميراء و بزاخة، و كان خالد قد أرسل ثابت بن أقرم و عكّاشة ابن محصن، فقتل طليحة أحدهما، و قتل أخوه الأخر، و كان معه عيينة بن حصن، فلما كان وقت القتال أتاه عيينة بن حصن، فقال: هل أتاك جبريل؟ فقال: لا، فأعاد إليه مرتين، كل ذلك يقول: لا، فقال عيينة: لقد تركك أحوج ما كنت إليه! فقال طليحة: قاتلوا عن أحسابكم، فأما دين فلا دين! و لما انهزم طليحة لحق بنواحي الشام، فأقام عند بنى جفنة حتى توفى أبو بكر، ثم خرج محرما في خلافة عمر بن الخطاب، فقال له عمر: أنت قاتل الرجلين الصالحين، يعنى ثابت بن أقرم و عكاشة؟ فقال طليحة أكرمهما الله بيدي، و لم يهنّى بأيديهما، و إن الناس قد يتصالحون على الشنآن، و أسلم طليحة إسلاما صحيحا، و له في قتال الفرس في القادسية بلاء حسن ....[1]
المنبع:
أسدالغابة،ج 2،ص477
[1]أسدالغابة،ج 2،ص477