صفیة الجاسوسة
إمرأة حملت کتاب حاطب بن أبی بلتعة الی قریش.
جاء في تفسیر القمي: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ» (الممتحنة:1) نَزَلَتْ فِي حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وَ لَفْظُ الْآيَةِ عَامٌّ وَ مَعْنَاهُ خَاصٌّ، وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ كَانَ قَدْ أَسْلَمَ وَ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَ كَانَ عِيَالُهُ بِمَكَّةَ وَ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَخَافُ أَنْ يَغْزُوَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله، فَصَارُوا إِلَى عِيَالِ حَاطِبٍ وَ سَأَلُوهُمْ أَنْ يَكْتُبُوا إِلَى حَاطِبٍ يَسْأَلُوهُ عَنْ خَبَرِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ هَلْ يُرِيدُ أَنْ يَغْزُوَ مَكَّةَ فَكَتَبُوا إِلَى حَاطِبٍ يَسْأَلُونَ عَنْ ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ حَاطِبٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ يُرِيدُ ذَلِكَ، وَ دَفَعَ الْكِتَابَ إِلَى امْرَأَةٍ تُسَمَّى صَفِيَّةَ، فَوَضَعَتْهُ فِي قَرْنِهَا وَ مَرَّتْ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ علیه السلام عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صلی الله علیه و آله وَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ فِي طَلَبِهَا فَلَحِقُوهَا، فَقَالَ لَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیه السلام: أَيْنَ الْكِتَابُ فَقَالَتْ: مَا مَعِي، فَفَتَّشُوهَا فَلَمْ يَجِدُوا مَعَهَا شَيْئاً، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: مَا نَرَى مَعَهَا شَيْئاً فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: وَ اللَّهِ مَا كَذَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَ لَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى جَبْرَئِيلَ وَ لَا كَذَبَ جَبْرَئِيلُ عَلَى اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ اللَّهِ لَتُظْهِرِنَّ لِيَ الْكِتَابَ أَوْ لَأُورِدَنَّ رَأْسَكِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَتْ تَنَحَّيَا حَتَّى أُخْرِجَهُ فَأَخْرَجَتِ الْكِتَابَ مِنْ قَرْنِهَا فَأَخَذَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ جَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: يَا حَاطِبُ! مَا هَذَا فَقَالَ حَاطِبٌ وَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَافَقْتُ وَ لَا غَيَّرْتُ وَ لَا بَدَّلْتُ وَ إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقّاً وَ لَكِنْ أَهْلِي وَ عِيَالِي كَتَبُوا إِلَيَّ بِحُسْنِ صَنِيعِ قُرَيْشٍ إِلَيْهِمْ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُجَازِيَ قُرَيْشاً بِحُسْنِ مُعَاشَرَتِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ» إِلَى قَوْلِهِ «لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ».[1]
المنبع:
تفسير القمي، ج 2، ص 362
[1]تفسير القمي، ج 2، ص 362