سالم مولى أبي حذيفة
هو أبو عبد اللّه سالم بن معقل، و قيل: عبيد بن ربيعة- مولى أبي حذيفة- ابن عتبة ابن ربيعة القرشي.
صحابي فارسي، من أهل إصطخر، و من أوائل قرّاء القرآن و حفّاظه، و أحد المهاجرين السابقين إلى المدينة المنوّرة.
كان في أوّل أمره مولى لبثينة الأنصارية- زوجة أبي حذيفة- فلما أعتقته، تولّاه أبو حذيفة و تبنّاه.
آخى النبي صلّى اللّه عليه و آله بينه و بين معاذ بن ماعص، و قيل: بينه و بين أبي بكر.
شهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وقائع بدر و أحد و الخندق و ما بعدها من الوقائع.
بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه و آله كان من جملة الذين أرسلهم أبو بكر و عمر إلى دار فاطمة الزهراء عليها السّلام لإخراج الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام إلى مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ليأخذوا البيعة منه لأبي بكر، فآذوا الزهراء عليها السّلام و أرعبوها و أخرجوا الإمام عليه السّلام بصورة مزرية.
روى عن النبي صلّى اللّه عليه و آله بعض الأحاديث، و حدّث عنه جماعة.
قتل يوم اليمامة سنة 12 ه.
القرآن العزيز و سالم مولى أبي حذيفة:
يقال: إنّ مالك بن الضيف اليهودي و يهوديّ آخر قالا للمترجم له و لبعض المسلمين: إنّ ديننا خير ممّا تدعوننا إليه، و نحن خير و أفضل منكم، فنزلت الآية 110 من سورة آل عمران: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ...».
اجتمع هو و جماعة من المسلمين في دار عثمان بن مظعون، و قرّروا على أن يصوموا النهار و يقوموا الليل و لا يناموا على الفرش، و لا يأكلوا اللحم، و يترهّبوا، فبلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه و آله، فجمعهم و وعظهم و قال لهم: إنّ لأنفسكم عليكم حقّا، فصوموا و افطروا و قوموا و ناموا، فإنّي أقوم و أنام و أصوم و أفطر و آكل اللحم و الدسم، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي، فنزلت فيهم الآية 87 من سورة المائدة: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ ...».
و شملته الآية 51 من سورة الأنعام: «وَ أَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَ لا شَفِيعٌ ...».
كان من جملة المجرمين الذين أرادوا أن يدفعوا النبي صلّى اللّه عليه و آله عن راحلته إلى الوادي بعد منصرفه من واقعة تبوك، فنزلت فيهم الآية 74 من سورة التوبة: «وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ...».
و يقال: شملته الآية 9 من سورة الزمر: «أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ...».
و في حجة الوداع، عند ما خطب النبي صلّى اللّه عليه و آله في الناس عند غدير خم، فلمّا رآه المترجم له رافعا يديه- و هو يقول صلّى اللّه عليه و آله: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه- قال و بعض المنافقين الآخرين: انظروا إلى عينيه- أي عيني النبي صلّى اللّه عليه و آله- تدوران كأنّهما عينا مجنون، فنزلت فيه و في أصحابه الآية 51 من سورة القلم: «وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ».[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 427
[1]أعلام القرآن، ص 427