خالد بن الوليد
هو أبو سليمان، و قيل: أبو الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمرو بن مخزوم القرشي، المخزومي، المدني، و أمّه لبابة، و قيل: الغميصاء بنت الحارث الهلالية.
صحابيّ مشهور، محارب شجاع، خطيب مفوّه فصيح، و أحد قادة العرب المشهورين.
كان في الجاهلية شريكا للعباس بن عبد المطلب، يسلّفان الناس في الربا.
كان قبل إسلامه من أشدّ خصوم النبي صلّى اللّه عليه و آله و المتآمرين على حياته، فبعد منصرف النبي صلّى اللّه عليه و آله في معركة تبوك اتفق مع جماعة من المشركين على أن يمكروا بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و ينفّروا ناقته ليسقط في الوادي، و لكن اللّه سبحانه و تعالى أنقذه من كيدهم.
و كان قائدا للكفار و المشركين الّذين أرادوا اغتيال النبي صلّى اللّه عليه و آله في داره، و لكن اللّه أخبر نبيّه بمؤامرتهم و أمره بأن يجعل الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام في فراشه، و يخرج إلى غار ثور، و من ثم يهاجر إلى المدينة المنورة.
و في يوم الحديبية كان على خيل المشركين و الكفار.
أسلم بمكة سنة 8 ه، و قيل: سنة 5 ه، و قيل: سنة 6 ه، و قيل: سنة 7 ه، و قبل واقعة خيبر هاجر من مكة إلى المدينة، و شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و آله فتح مكة و واقعة حنين.
بعثه النبي صلّى اللّه عليه و آله إلى بني جذيمة من بني عامر بن لؤي، فقتل منهم من لم يجز له قتله، فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله: اللّهم! إني أبرأ إليك مما صنع خالد، ثم أرسل النبي صلّى اللّه عليه و آله مالا مع الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام إلى بني جذيمة عوضا لقتلاهم، ثم أعطاهم الإمام عليه السّلام ثمن ما أخذ منهم خالد.
بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه و آله تولّى قيادة الجيوش الإسلامية في فتوحاتها. قام بأعمال بشعة و منكرة، ففي عهد أبي بكر دخل اليمن فقتل مالك بن نويرة و اغتصب زوجته، فأنكر عليه المسلمون و عاتبوه على ما قام به، أمثال عمر بن الخطاب و أبي قتادة الّذي أقسم أن لا يقاتل تحت رايته.
و من أفضح الأعمال التي قام بها هجومه على دار الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام و الزهراء عليها السّلام في الدار، فاشترك في ضربها و إيذائها و إسقاط جنينها، و إخراج الإمام عليه السّلام إلى المسجد النبوي لأخذ البيعة منه لأبي بكر.
تواطأ مع أبي بكر على اغتيال الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، و صمّما على ذلك، و في آخر لحظة ندم أبو بكر؛ خوف الفتنة، فلم يقدما على ذلك.
كان من المبغضين للإمام أمير المؤمنين عليه السّلام و أصحابه، فكان يسبّ و يشتم عمّار بن ياسر، فشكى عمار خالدا إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله، فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله لخالد: من يعادي عمّارا يعاديه اللّه، و من يبغض عمّارا يبغضه اللّه، و من سبّه سبّ اللّه.
مات حتف أنفه بحمص، و قيل: بالمدينة المنورة سنة 21 ه، و قيل: سنة 23 ه، و قيل: سنة 22 ه و هو ابن 60 سنة، و قبره بالقرب من حمص.
قال عند موته و هو يبكي: ها أنا أموت على فراشي كما يموت العير- الحمار الوحشي- فلا نامت أعين الجبناء.
القرآن العظيم و خالد بن الوليد:
كان هو و العباس بن عبد المطلب يسلّفان الناس في الربا فنزلت فيهما الآية 278 من سورة البقرة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.
و نزلت فيه الآية 59 من سورة النساء: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ....
في أحد الأيام أمره النبي صلّى اللّه عليه و آله أن يقلع شجرة كان المشركون يعبدونها من دون اللّه، فجاء المشركون إليه و هدّدوه و خوّفوه من قلعها، فامتنع عن تنفيذ أمر النبي صلّى اللّه عليه و آله، فنزلت فيه الآية 36 من سورة الزمر: أَ لَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَ يُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ.[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 340
[1]أعلام القرآن، ص 340