الحارث بن عامر(عثمان) بن نوفل
هو الحارث بن عامر و قيل: عثمان بن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي، النوفلي، أخو أبي لهب لأمّه.
من سادات قريش و أشرافهم في الجاهلية، و كانت إليه الرفادة. أدرك الإسلام و لم يسلم؛ لطغيانه و ولوغه في كفره. اشترك مع المشركين في واقعة بدر الكبرى، و كان على ميمنة جيوشهم، و المطعمين فيها، و المتحمّسين و الباذلين أموالهم في سبيل دحر و هلاك النبي صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين.
كان من أشدّ أعداء النبي صلّى اللّه عليه و آله و المؤذين له، و المتهمين له بالشعر و السحر و الجنون.
كان من جملة المشركين الذين باتوا حول دار النبي صلّى اللّه عليه و آله لاغتياله، و لكنّ اللّه أخبر نبيّه بمؤامرتهم، فأبات النبي صلّى اللّه عليه و آله تلك الليلة الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام في فراشه، و ذهب إلى الغار، و من ثم هاجر إلى المدينة، فنجا من مكيدة المترجم له و من على شاكلته من الأوغاد.
كان النبي صلّى اللّه عليه و آله قد نهى عن قتله يوم بدر، و قال: ائسروه و لا تقتلوه، و لكن خبيب بن أساف، و قيل: يساف، و قيل: عدي قتله و لا يعرفه.
كان في غياب النبي صلّى اللّه عليه و آله يذكره بالخير و يمدحه بالصدق، و إذا واجهه يقول له: نحن نعلم بأنّ كل ما تقوله حقّ و صحيح، و لكن لو تابعناك و آمنّا بك احتقرتنا العرب، و نحن لا نطيق ذلك. فنزلت فيه «قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ»[1] .
كان النبي صلّى اللّه عليه و آله يودّ كثيرا أن يسلم المترجم له، فكان يلحّ عليه و يشجّعه و يحثّه على ذلك، و لكن سوء حظّه كان يمنعه من ذلك، فكان ذلك يعزّ على النبي صلّى اللّه عليه و آله، فنزلت «وَ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ ...»[2] .
و نزلت فيه ایضا: «وَ قالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا»[3] و شمله قوله تعالی: «الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ»[4] .
في أحد الأيام أذنب ذنبا فاستفتى النبي صلّى اللّه عليه و آله في ذلك، فأمره النبي صلّى اللّه عليه و آله أن يكفّر، فقال: لقد ذهب مالي في الكفّارات و النفقات، فنزلت فيه «يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً»[5] .[6]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 274
[1]الانعام: 33
[2]الانعام: 35
[3]القصص: 57
[4]محمد: 1
[5]البلد: 6
[6]أعلام القرآن، ص 274