الحارث بن الصمة
المجموعات : الأشخاص

الحارث بن الصِّمة

الحارث بن الصِّمّة[1] بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر، يكنى أبا سعد، كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد آخى بينه و بين صهيب بن سنان، و كان فيمن خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بدر، فكسر بالرّوحاء، فردّه رسول الله صلى الله عليه و سلم و ضرب له بسهمه و أجره، و شهد معه أحدا فثبت معه يومئذ حين انكشف الناس، و بايعه على الموت، و قتل عثمان بن عبد الله ابن المغيرة يومئذ و أخذ سلبه، فأعطاه رسول الله السلب، و لم يعط السلب يومئذ غيره. ثم شهد بئر معونة فقتل يومئذ شهيدا، و كان هو و عمرو ابن أمية في السّرح، فرأيا الطير تعكف على منزلهم، فأتوا فإذا أصحابهم مقتولون، فقال لعمرو: ما ترى؟ قال: أرى أن ألحق برسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال الحارث: ما كنت لأتأخّر عن موطن قتل فيه المنذر، فأقبل حتى لحق القوم فقاتل حتى قتل. قال عبد الله بن أبى بكر: ما قتلوه حتى شرعوا له الرّماح فنظموه بها حتى مات، و أسر عمرو بن أمية.[2]

و روى محمود بن لبيد، قال: قال الحارث بن الصمة: «سألني رسول الله صلّى الله عليه و سلم يوم أحد، و هو في الشعب، فقال: هل رأيت عبد الرحمن بن عوف؟ فقلت: نعم، رأيته إلى جنب الجبيل، و عليه عسكر من المشركين، فهويت إليه لأمنعه، فرأيتك، فعدلت إليك، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلم: إن الملائكة تمنعه، قال الحارث: فرجعت إلى عبد الرحمن فأجد بين يديه سبعة صرعى، فقلت: ظفرت يمينك، أ كلّ هؤلاء قتلت؟ فقال: أما هذا، لأرطاة بن شرحبيل و هذان، فأنا قتلتهم، و أما هؤلاء فقتلهم من لم أره، قلت: صدق الله و رسوله.[3]

جاء ذکره فی تفسیر آیتین من القرآن الکریم احدهما قوله تعالی:«وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ»[4] فقيل انها نزلت في شهداء بئر معونة و منهم ابن الصمّة کما عن أنس بن مالك و غيره: انه قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة و كان سيد بني عامر بن صعصعة على رسول الله المدينة و قال يا محمد إن أمرك هذا الذي تدعو إليه حسن جميل فلو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد فدعوتهم إلى أمرك فبعث المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة في سبعين رجلا من خيار المسلمين منهم الحارث بن الصمة و حرام بن ملحان و عروة بن أسماء بن صلت السلمي و نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي و عامر بن فهيرة مولى أبي بكر فساروا حتى نزلوا بئر معونة فلما نزلوا أحاطوا بهم في رحالهم فلما رأوهم أخذوا السيوف فقاتلوهم حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد و أنزل الله تعالى الآية.[5]

و الثانیة قوله تعالی:«وَ ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ وَ لكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ»[6] قال الطبرسی: بين سبحانه حال أموال بني النضير فجعل أموال بني النضير لرسوله خالصة يفعل بها ما يشاء فقسمها رسول الله ص بين المهاجرين و لم يعط الأنصار منها شيئا إلا ثلاثة نفر كانت بهم حاجة و هم أبو دجانة و سهل بن حنيف و الحارث بن الصمة.[7]

المنابع:

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 882

الاستيعاب، ج 1، ص 293

أسد الغابة، ج 1، ص 399

الإصابة، ج 1، ص 673

 

[1]بکسر الصاد و تشدید المیم. الإصابة، ج 1، ص 673

[2]الاستيعاب، ج 1، ص 293

[3]أسد الغابة، ج 1، ص 399

[4]آل عمران: 169

[5]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 882

[6]الحشر: 6

[7]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 9، ص 392