جبير بن مطعم
المجموعات : الأشخاص

جبیر بن مطعم

جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصىّ القرشي النوفلي، يكنى أبا محمد، و قيل أبا عدىّ، أمه أم جميل بنت سعيد، من بنى عامر ابن لؤيّ. قال مصعب الزبيري: كان جبير بن مطعم من حلماء قريش و ساداتهم، و كان يؤخذ عنه النسب.

و قال ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة: كان جبير بن مطعم من أنسب قريش لقريش و للعرب قاطبة، و كان يقول: إنما أخذت النسب عن أبى بكر. و كان أبو بكر من أنسب العرب.

أسلم جبير بن مطعم فيما يقولون يوم الفتح. و قيل عام خيبر، و كان إذ أتى النبي صلى الله عليه و سلم في فداء أسارى بدر كافرا. روى جماعة من أصحاب ابن شهاب عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: أتيت النبيّ صلى الله عليه و سلم لأكلمه في أسارى بدر، فوافقته و هو يصلى بأصحابه المغرب أو العشاء، فسمعته و هو يقرأ، و قد خرج صوته من المسجد: إنّ عذاب ربك لواقع ماله من دافع. قال: فكأنما صدع قلبي.

و بعض أصحاب الزهري يقول عنه في هذا الخبر: فسمعته يقرأ: «أَمْ خُلِقُوا من غَيْرِ شَيْ ءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ، بَلْ لا يُوقِنُونَ» (الطور:35 و 36) فكاد قلبي يطير، فلما فرغ من صلاته كلّمته في أسارى بدر فقال: لو كان الشيخ أبوك حيّا فأتانا فيهم شفّعناه.

و قال بعضهم فيه: لو أن أباك كان حيّا، أو لو أن المطعم بن عدي كان حيّا ثم كلمني في هؤلاء النّتنى لأطلقتهم له.

قال: و كانت له عند رسول الله صلى الله عليه و سلم يد، و كان من أشراف قريش.

و إنما كان هذا القول من رسول الله صلى الله عليه و سلم في المطعم بن عدي، لأنه الّذي كان أجار رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قدم من الطائف من دعاء ثقيف، و كان أحد الذين قاموا في شأن الصحيفة التي كتبتها قريش على بنى هاشم.

و كانت وفاة المطعم بن عدىّ في صفر سنة ثنتين من الهجرة قبل بدر بنحو سبعة أشهر، و مات جبير بن مطعم بالمدينة سنة سبع و خمسين، و قيل سنة تسع و خمسين في خلافة معاوية، و ذكره بعضهم في المؤلّفة قلوبهم، و فيمن حسن إسلامه منهم. و يقال: إن أول من لبس طيلسانا بالمدينة جبير بن مطعم.[1]

روي عن ابن عباس أن النبي صلّى الله عليه و سلم قال: ليلة قربه من مكة في غزوة الفتح: «إن بمكة أربعة نفر من قريش أربأ بهم عن الشرك، و أرغب لهم في الإسلام: عتاب بن أسيد، و جبير بن مطعم، و حكيم بن حزام، و سهيل بن عمرو». و روى عنه سليمان بن صرد، و عبد الرحمن بن أزهر، و ابناه: نافع و محمد ابنا جبير.[2]

و روي أیضاً عن ابن عباس قال: إن قريشا سألوا النبي صلی الله علیه و آله - منهم جبير بن مطعم و أبو جهل بن هشام و رؤساء من قريش - يا محمد أخبرنا عن ربك من أي شي ء هو من خشب أم من نحاس أم من حديد و قالت اليهود إنه قد أنزل نعته في التوراة فأخبرنا عنه فأنزل الله تعالى إلى نبيه صلی الله علیه و آله «قل هو الله أحد * الله الصمد..».[3]

المنابع:

الاستيعاب،ج 1،ص232

أسدالغابة،ج 1،ص324

تفسير فرات الكوفي، ص 617

 

[1]الاستيعاب،ج 1،ص232

[2]أسدالغابة،ج 1،ص324

[3]تفسير فرات الكوفي، ص 617