الجنّة
المجموعات : الأمکنة

الجَنّة

الاصل فی هذه الماده الجنّ خلاف الإنس، و لمّا كان السّتر صفة لازمة للجنّ أشتقّ منه سائر المعاني و أكثرهم جعله أصلا لها. و الجنّة: الحديقة ذات الشّجر و النّخل، و دار النّعيم في الآخرة، و الجمع: جنان و جنّات، و سمّيت بذلك لاتّصافها بصفة الجنّ، أي السّتر و التّواري، فهي متكاثفة الأشجار، متشابكة الأغصان. أو أنّ سبب التّسمية يرجع إلى تعجّبهم من روعتها و جمالها، فسمّوها باسم الجنّ، كما نسبوا إلى «عبقر» كلّ ما كان فائقا، يقال: رجل عبقريّ، و ثوب عبقريّ. و عبقر: موضع تزعم العرب أنّه موطن للجنّ.

قال تعالی فی جنّة آدم :«وَ قُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ»[1] و اختلف المفسّرون قديما و حديثا في «جنّة آدم» أهي جنّة الخلد، أو جنّة في السّماء، أو جنّة في الأرض، و تمسّكوا بأشياء لا تنتهي إلى القطع و اليقين، فلاحظ النّصوص. و لا يهمّنا العلم بها بقدر ما يهمّنا الاتّعاظ بها، حذرا من إغواء الشّيطان و اعترافا بأنّه عدوّ للإنسان، و لهذا ذيّلها في الأعراف بخطاب يا بني آدم مرّتين كنتيجة للقصّة.

و قال فی جنّة الأرض :« وَ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ تَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ ... أَ يَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَ أَعْنابٍ » [2].

و قال فی جنّة الخلد:«وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ»[3] .[4]

المنبع:

المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 10، ص 177

 

[1]البقرة: 35

[2]البقرة: 265، 266

[3]البقرة: 82

[4]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 10، ص 177