أبو البختري عاص بن هشام
أبو البختري العاص بن هاشم (بن الحارث) بن أسد بن عبد العزى بن قصى. كان أبو البختري أقل أذى لرسول الله صلى الله عليه و سلم على أنه كان يكذّبه و يعيب ما جاء به. و كان ممن أعان على نقض الصحيفة. و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر أن يستبقيه من لقيه، و أن لا يقتله. فلقيه المجذّر بن ذياد البلوى. فقال له: استأسر، فإنّ النبي صلى الله عليه و سلم أمر أن لا تقتل. فقال: إنّ معى رفيقي جنادة بن مليحة، فإن استبقيتموه، و إلا فلا حاجة لي في الحياة. فأعيّر بخذلانه، و جعل يقاتل و حمل عليه المجذّر فقتله، و ثم إنّ المجذّر أتى النبي صلى الله عليه و سلم، فأخبره الخبر، و قال: و الذى بعثك بالحق، لقد جهدت أن يستأسر فآتيك به، فقاتلنى فقتلته. و في أبى البختري نزلت: «و الذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى إنّ الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون»[1] .[2]
و قد عد بعض المفسرین ابا البختري من جملة المشرکین الذین نزلت بشأنهم آیات من القرآن الکریم قالوا:
1. انه من المقتسمین الذین نزل بشأنهم قوله تعالی:«كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كانُوا يعْمَلُونَ »[3] . [4]
2. ان ابا البختري ممن جاؤوا ابا طالب یشکونه دعوة النبی صلی الله علیه و آله بمکة و شماتته لاوثانهم و اشار الیهم قوله تعالی:«وَ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ»[5] . [6]
3. انه جاء فی جماعة من المشرکین الی النبی صلی الله علیه و آله یقترحون علیه امورا « وَ قَالُواْ لَن نؤْمِنَ لَكَ حَتىَ تفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نخَّيلٍ وَ عِنَبٍ فتُفَجِّرَ الْأَنهَارَ خِلَالَهَا تفْجِيرا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتىِ بِاللَّهِ وَ الْمَلَئكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بیيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ ترْقىَ فىِ السَّمَاءِ وَ لَن نؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتىَ تُنزَّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبىّ هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا»[7] .
5. عن ابن عباس فی قوله تعالی :«وَ هُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ»[8] ان المراد بالانسان جملة من المشرکین منهم ابو البختري. [9]
6. انه من جملة من نزل فیهم قوله تعالی:«أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ »[10] و قوله تعالی:«إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ»[11] .[12]
8. انه اقترح علی المشرکین فی دار الندوة باخراج النبی صلی الله علیه و آله عن مکة؛ قال تعالی:«وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ»[13] .[14]
9. انه من المشرکین الذین کانوا یطعمون المشرکین ببدر و فیهم نزل قوله تعالی:«إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ينْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يغْلَبُونَ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ»[15] . [16]
المنابع:
أنساب الأشراف،ج 1، ص 147
الجامع لأحکام القرآن، ج 10، ص 39
التبيان فی تفسیر القرآن، ج 8، ص 543
مجمع البيان، ج 4، ص 832
[1]الزمر: 3
[2]أنساب الأشراف، ج 1، ص 147
[3]الحجر: 90-93
[4]الجامع لأحکام القرآن، ج 10، ص 39
[5]: 4
[6]التبيان فی تفسیر القرآن، ج 8، ص 543؛ مجمع البيان، ج 8، ص 725
[7]الإسراء: 90
[8]الحج: 66
[9]الجامع لأحکام القرآن، ج 12، ص 62
[10]العنکبوت: 4
[11]المطففين: 29
[12]الجامع لأحکام القرآن، ج 19، ص 175
[13]الانفال: 30
[14]التبيان فی تفسیر القرآن، ج 5، ص 109؛ مجمع البيان، ج 4، ص 826
[15]الانفال: 36
[16]مجمع البيان، ج 4، ص 832