العوالي

العوالي

العَوَالي قرى بأعلى أراضي المدينة و أدناها من المدينة على أربعة أميال و أبعدها من جهة نجد ثمانية أميال.[1]

روی معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج، ثم أنزل الله تعالى عليه «و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا و على كل ضامر يأتين من كل فج عميق»[2] فأمر المؤذنين أن يأذنوا بأعلى صوتهم بأن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يحج في عامه هذا، فعلم به من حضر في المدينة و أهل العوالي و الأعراب، و اجتمعوا لحج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و إنما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون و يتبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه فخرج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في أربع بقين من ذي القعدة، فلما انتهى إلى ذي الحليفة[3] زالت الشمس فاغتسل، ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلى فيه الظهر و عزم بالحج مفردا، و خرج حتى انتهى إلى البيداء[4] عند الميل الأول. فصف له سماطان [5] فلبى بالحج مفردا و ساق الهدي ستا و ستين أو أربعا و ستين، حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة، فطاف بالبيت سبعة أشواط، ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم علیه السلام، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه و قد كان استلمه في أول طوافه، ثم قال: «إن الصفا و المروة من شعائر الله »[6] فأبدأ بما بدأ الله تعالى، و إن المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا و المروة شي ء صنعه المشركون فأنزل الله تعالى: «إن الصفا و المروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما».[7]

المنابع:

مجمع البحرين، ج 1، ص 225

تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 146

 

[1]مجمع البحرين، ج 1، ص 225

[2]الحج: 27

[3]ذو الحليفة: موضع على ستة أميال من المدينة.

[4]البيداء: أرض ملساء بين الحرمين.

[5]سماط القوم: صفهم.

[6]البقرة: 158

[7]تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 146