أولوا الأمر
ذهب كل مفسري الشيعة بالاتفاق إلى أن المراد من «أولي الأمر» فی الآیة 59 من سورة النساء: «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللَّهَ وَ أَطيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ في شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْويلاً» هم الأئمة المعصومون عليهم السلام الذين أنيطت إليهم قيادة الأمة الإسلامية المادية و المعنوية في جميع حقول الحياة من جانب الله سبحانه و النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم، و لا تشمل غيرهم، اللهم إلا الذي يتقلد منصبا من قبلهم، و يتولى أمرا في إدارة المجتمع الإسلامي من جانبهم- فإنه يجب طاعته أيضا إذا توفرت فيه شروط معينة، و لا تجب طاعته لكونه من أولي الأمر، بل لكونه نائبا لأولي الأمر و وكيلا من قبلهم.
و ذهب جماعة من مفسري أهل السنة إلى أن المراد من «أولى الأمر» هم الأمراء و الحكام في كل زمان و مكان، و لم يستثن من هؤلاء أحدا، فتكون نتيجة هذا الرأي هي: إن على المسلمين أن يطيعوا كل حكومة و سلطة مهما كان شكلها حتى إذا كانت حكومة المغول، و دولتهم الجائرة.
و ذهب صاحب تفسير المنار و صاحب تفسير في ظلال القرآن و آخرون- إلى أن المراد من «أولي الأمر» ممثلو كافة طبقات الأمة، من الحكام و القادة و العلماء و أصحاب المناصب في شتى مجالات حياة الناس، و لكن لا تجب طاعة هؤلاء بشكل مطلق و بدون قيد أو شرط، بل هي مشروطة بأن لا تكون على خلاف الأحكام و المقررات الإسلامية.
و ذهبت جماعة أخرى إلى أن المراد من «أولي الأمر» هم القادة المعنويون و الفكريون، أي العلماء و المفكرون العدول العارفون بمحتويات الكتاب و السنة معرفة كاملة.
و ذهب بعض مفسري أهل السنة إلى أن المراد من هذه الكلمة هم «الخلفاء الأربعة» الذين شغلوا دست الخلافة بعد رسول الله خاصة و لا تشمل غيرهم، و على هذا لا يكون لأولي الأمر أي وجود خارجى في الأعصر الاخرى.
و يفسر بعض المفسرين «أولي الأمر» بصحابة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم.
و هناك احتمال آخر يقول- في تفسير أولي الأمر- إن المراد منه هم القادة العسكريون المسلمون، و أمراء الجيش و السرايا.[1]
اولوا الأمر فی آیات الله:
«وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَليلاً» (النساء/83)
«إِنَّ اَللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا اَلْأَمٰانٰاتِ إِلى ٰ أَهْلِهٰا وَ إِذٰا حَكَمْتُمْ بَيْنَ اَلنّٰاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اَللّٰهَ نِعِمّٰا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اَللّٰهَ كٰانَ سَمِيعاً بَصِيراً» (النساء/58)
المنبع:
الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 3، ص286
[1]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 3، ص286