أصحاب القلیب
القَلیب : البئر التي لم تطو.[1] و أصحاب القلیب هم القتلی من جیش المشرکین یوم بدر فألقاهم المسلمون فی قلیب بدر و کلمهم النبی صلی الله علیه و آله.
(فانه لما قضی أمر بدر) أمر النبی بالقتلى أن يطرحوا في قليب هناك. فطرحوا فيه إلّا ما كان من أميّة بن خلف، فإنّه انتفخ في درعه فملأها، فذهبوا ليخرجوه فتزايل، فأقرّوه به، و ألقوا عليه التراب فغيّبوه. فلما ألقوا في القليب، وقف عليهم النّبي صلّى الله عليه و سلّم فقال : يا أهل القليب هل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقّا فإنّي وجدت ما وعدني ربّي حقّا. فقالوا: يا رسول الله أ تنادي أقواما قد جيّفوا؟ فقال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، و لكن لا يستطيعون أن يجيبوا. و في رواية: فناداهم في جوف اللّيل: يا عتبة بن ربيعة، و يا شيبة بن ربيعة، و يا أميّة بن خلف، و يا أبا جهل بن هشام. فعدّد من كان في القليب. زاد ابن إسحاق: و حدّثني بعض أهل العلم أنّه صلّى الله عليه و سلّم قال: يا أهل القليب، بئس عشيرة النّبي كنتم لنبيّكم، كذّبتموني و صدّقني النّاس، و أخرجتموني و آواني النّاس و قاتلتموني و نصرني الناس. [2]
وعن عبد الله قال: بينما رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يصلّي عند البيت، و أبو جهل و أصحاب له جلوس، و قد نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيّكم يقوم إلى سلى جزور فيضعه على كتفي محمد إذا فأخذه فوضعه بين كتفيه، فضحكوا و جعل بعضهم يميل إلى بعض، و أنا قائم انظر لو كانت لي منعة طرحته، و النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم ما يرفع رأسه، فجاءت فاطمة، و هي جويرية فطرحته عنه و سبّتهم، فلما قضى صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم، و كان إذا دعا دعا ثلاثا، و إذا سأل سأل ثلاثا، ثم قال: «اللَّهمّ عليك بقريش» ثلاثا، فلمّا سمعوا صوته ذهب عنهم الضّحك و خافوا دعوته، ثم قال: «اللَّهمّ عليك بأبي جهل، و عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة، و الوليد بن عقبة، و أميّة بن خلف، و عقبة بن أبي معيط» و ذكر السابع و لم أحفظه. فو الّذي بعث محمدا بالحقّ، لقد رأيت الذين سمّى صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب، قليب بدر.[3]
و قیل فی قوله تعالی: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُم »[4] إن المراد بالآية أصحاب القليب.[5]
المنابع:
مفردات ألفاظ القرآن، ص 682
تاريخ الإسلام، ج 2 ، ص 63
الجامع لأحكام القرآن، ج 16، ص 255
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص 682
[2]تاريخ الإسلام، ج 2 ، ص 63
[3]تاريخ الإسلام، ج 1، ص 217
[4]محمد: 34
[5]الجامع لأحكام القرآن، ج 16، ص 255