الروحاء
هو واد مشهور يقطعه الطريق بين المدينة و مكة، و هو من عمل الفرع، و يبعد عن المدينة قرابة أربعين ميلا، و فيه قرية منهل من مناهل الطريق يسمى الآن المراحا.[1] قال الحموی: أظنه قيل للبقعة روحاء أي طيبة ذات راحة، قال الکلبی: لما رجع تبّع من قتال أهل المدينة يريد مكّة نزل بالرّوحاء فأقام بها و أراح فسماها الروحاء، و سئل كثير لم سميت الروحاء روحاء فقال: لانفتاحها و رواحها.[2]
جاء ذکر الروحاء فی سبب نزول قوله تعالی: «الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَ اتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ»[3]
لما انصرف أبو سفيان و أصحابه من أحُد فبلغوا الروحاء ندموا على انصرافهم عن المسلمين و تلاوموا فقالوا لا محمدا قتلهم و لا الكواعب أردفتم قتلتموهم حتى إذا لم يبق منهم إلا الشريد تركتموهم فارجعوا فاستأصلوهم فبلغ ذلك الخبر رسول الله ص فأراد أن يرهب العدو و يريهم من نفسه و أصحابه قوة فندب أصحابه للخروج في طلب أبي سفيان و قال أ لا عصابة تشدد لأمر الله تطلب عدوها فإنها أنكأ للعدو و أبعد للسمع فانتدب عصابة منهم مع ما بهم من القراح و الجراح الذي أصابهم يوم أحد و نادى منادي رسول الله ألا لا يخرجن أحد إلا من حضر يومنا بالأمس و إنما خرج رسول الله ص ليرهب العدو و ليبلغهم أنه خرج في طلبهم فيظنوا به قوة و إن الذي أصابهم لم يوهنهم من عدوهم فينصرفوا فخرج في سبعين رجلا حتى بلغ حمراء الأسد و هي من المدينة على ثمانية أميال .[4]
المنابع:
مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 886
معجم البلدان،ج 3 ، ص 76
معجم قبائل العرب،ج 5 ، ص 315
[1]معجم قبائل العرب،ج 5 ، ص 315
[2]معجم البلدان،ج 3 ، ص 76
[3]آل عمران: 172 - 174
[4]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 886