الأحقم
من ملوك و رؤساء الجن الذين استمعوا إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و هو يتلوا القرآن بوادي مجنة، أو بقرية بطن النخل من قرى المدينة.
كانوا من أهل نصيبين، و ينتمون إلى بني الشيصبان، و هم من جنود إبليس، و يدينون باليهودية.
كان عددهم تسعة، و قيل: سبعة، و قيل: ستة، و قيل: أكثر من ذلك بكثير.
لمّا فرغ النبي صلّى اللّه عليه و آله من تلاوته رجعوا إلى قومهم و أخبروهم بأنّهم سمعوا آيات من كتاب سماوي نزل بعد التوراة، سمعوها من نبيّ يدعى محمّد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه و آله، بعثه اللّه إلى الناس، و الذي سمعوه كله هداية و حقّ و صواب ينهى عن الفحشاء و المنكر، و يصدّق التوراة. فطلبوا من قومهم الإيمان بذلك النبي و تصديقه و اعتناق دينه. فأثّر كلامهم في قومهم، فجاءوا إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله، و أعربوا عن إسلامهم، فعلّمهم النبي صلّى اللّه عليه و آله شرائع الإسلام، و أمر الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام أن يفقّههم في الدين، فكان المترجم له من جملة من أسلم و تشرّف بخدمة النبي صلّى اللّه عليه و آله.
شمله قوله تعالی:«وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَ آمِنُوا بِهِ»[1] و «قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً»[2] .[3]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 133
[1]الأحقاف: 29 - 31
[2]الجنّ: 1
[3]أعلام القرآن، ص 133