أسید(أسد) بن حضیر(حصين)
المجموعات : الأشخاص

أسيد بن حضير

أسيد بن حضير بن سمّاك. اختلف في كنيته فقيل فيها خمسة أقوال. قيل: يكنى أبا عيسى. و قيل: يكنى أبا يحيى. و قيل: يكنى أبا عتيك. و قيل: أبا الحضير. و قيل أبا الحصين بالصاد و النون، و أخشى أن يكون تصحيفا، و الأشهر أبو يحيى.

أسلم قبل سعد بن معاذ على يدي مصعب بن عمير، و كان ممن شهد العقبة الثانية، و هو من النقباء ليلة العقبة، و كان بين العقبة الأولى و الثانية سنة، و لم يشهد بدرا، كذلك قال ابن إسحاق. و غيره يقول: إنه شهد بدرا و شهد أحدا و ما بعدهما من المشاهد، و جرح يوم أحد سبع جراحات، و ثبت مع رسول الله صلّى الله عليه و سلم حين انكشف الناس.

و كان أسيد بن حضير أحد العقلاء الكملة من أهل الرأى، و آخى رسول الله صلّى الله عليه و سلم بينه و بين زيد بن حارثة، و كان أسيد بن حضير من أحسن الناس صوتا بالقرآن.

توفى أسيد بن حضير في شعبان سنة عشرين. و قيل: سنة إحدى و عشرين، و حمله عمر بن الخطاب بين العمودين من عبد الأشهل حتى وضعه بالبقيع، و صلّى عليه. و أوصى إلى عمر بن الخطاب، فنظر عمر في وصيته، فوجد عليه أربعة آلاف دينار، فباع نخله أربع سنين بأربعة آلاف، و قضي دينه. و قيل: إنه حمل نعشه بنفسه بين الأربعة الأعمدة و صلّى عليه.[1]

قال القرطبی فی قوله تعالی:«وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ»[2] قيل: أن السائل أسيد بن حضير و عباد بن بشر، و هو قول الأكثرين... وفى صحيح مسلم عن أنس: أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها و لم يجامعوهن في البيوت، فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم النبي صلى الله عليه و سلم، فأنزل الله تعالى الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: اصنعوا كل شي إلا النكاح فبلغ ذلك اليهود، فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه، فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا: يا رسول الله، إن اليهود تقول كذا و كذا، أفلا نجامعهن؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ظننا أن قد وجد عليهما، فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى رسول الله صلى الله عليه سلم، فأرسل في آثارهما فسقاهما، فعرفا أن لم يجد عليهما.[3]

المنابع:

الاستيعاب، ج 1، ص 93

الجامع لأحكام القرآن، ج 3، ص 81

 

[1]الاستيعاب، ج 1، ص 93

[2]البقرة: 222

[3]الجامع لأحكام القرآن، ج 3، ص 81