أذرعات
كأنه جمع أذرِعة، جمع ذراع جمع قلة: و هو بلد في أطراف الشام، يجاور أرض البلقاء و عمّان، ينسب اليه الخمر، و قال الحافظ أبو القاسم: أذرعات مدينة بالبلقاء. و قد ذكرتها العرب في أشعارها، لأنها لم تزل من بلادها في الإسلام و قبله.[1]
جاء ذکره فی تفسیر بعض الآیات ففی قوله تعالی:«غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ»[2] اختلفوا فی المراد بأَدْنَى الْأَرْضِ و قيل يريد أذرعات و كسكر عن عكرمة.[3]
و فی قوله تعالی:«هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ... وَ لَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا»[4] قيل نزلت السورة في إجلاء بني النضير من اليهود فمنهم من خرج إلى خيبر و منهم من خرج إلى الشام. قال ابن عباس كان النبي صلی الله علیه و آله حاصرهم حتى بلغ منهم كل مبلغ فأعطوه ما أراد منهم فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم و أن يخرجهم من أرضهم و أوطانهم و أن يسيرهم إلى أذرعات بالشام و جعل لكل ثلاثة منهم بعير أو سقاء فخرجوا إلى أذرعات بالشام و أريحا إلا أهل بيتين منهم آل أبي الحقيق و آل حيي بن أخطب فإنهم لحقوا بخيبر و لحقت طائفة منهم بالحيرة و كان ابن عباس يسمي هذه السورة سورة بني النضير.[5]
و فی قوله تعالی: «لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَ الصَّيْفِ»[6] تحقيقه أن قريشا كانت بالحرم آمنة من الأعداء أن تهجم عليهم فيه و أن يعرض لهم أحد بالسوء إذا خرجت منها لتجارتها و الحرم واد جديب إنما كانت تعيش قريش فيه بالتجارة و كانت لهم رحلتان في كل سنة رحلة في الشتاء إلى اليمن لأنها بلاد حامية و رحلة في الصيف إلى الشام لأنها بلاد باردة ... و قيل إن كلتا الرحلتين كانت إلى الشام و لكن رحلة الشتاء في البحر و أيلة طلب للدفأ و رحلة الصيف إلى بصري و أذرعات طلبا للهواء.[7]
المنابع:
مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 8 ، ص 460
معجم البلدان، ج 1، ص 131
[1]معجم البلدان، ج 1، ص 131
[2]الروم: 1-3
[3]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 8 ، ص 460
[4]الحشر: 1-4
[5]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 9، ص 387
[6]قریش: 1-2
[7]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 10، ص 829