أبو الهیثم بن التیّهان
أبو الهیثم بن التيهان الأنصاري، حليف بني عبد الأشهل، كان أحد النقباء ليلة العقبة، ثم شهد بدرا. و اختلف في وقت وفاته، فذكر خليفة عن الأصمعي، قال: سألت قومه، فقالوا: مات في حياة رسول الله صلى الله عليه و آله، و هذا لم يتابع عليه قائله. و قيل: إنه توفى سنة عشرين أو إحدى و عشرين. و قيل: إنه أدرك صفّين. و شهدها مع على، و هو الأكثر. و قيل: إنه قتل بها، و الله أعلم.[1]
جاء ذکره عند قوله تعالی: «وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ»[2] فأنّها نزلت بمكة قبل الهجرة. و كان سبب نزولها، أنّه لما أظهر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله الدعوة بمكّة، قدمت عليه الأوس و الخروج. فقال لهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله: تمنعوني و تكونون لي جارا حتى أتلو عليكم كتاب ربي، و ثوابكم على اللَّه الجنّة؟ فقالوا: نعم، خذ لربّك و لنفسك ما شئت. و قال لهم: موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التّشريق. فلمّا كان اليوم الثاني من أيّام التشريق، فقال لهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله: إذا كان اللّيل، فاحضروا دار عبد المطلب على العقبة. و لا تنبّهوا نائما. و لينسل واحد فواحد. فجاء سبعون رجلا من الأوس و الخزرج، فدخلوا الدّار. فقال لهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله... أخرجوا إليّ منكم اثنى عشر نقيبا، يكونون شهداء عليكم بذلك، كما أخذ موسى من بني إسرائيل اثنى عشر نقيبا... و من الأوس، أبو الهيثم بن التّيهان، و هو من اليمن.[3]
المنابع:
الاستيعاب، ج 4، ص 1774
تفسير نور الثقلين، ج 2، ص 147
[1]الاستيعاب، ج 4، ص 1774
[2]الأنفال: 30
[3]تفسير نور الثقلين، ج 2، ص 147