أبو فكيهة الأزدى
المجموعات : الأشخاص

أبو فكيهة

أبو فكيهة و اسمه أفلح. و يقال: يسار. قالوا: كان أبو فكيهة عند صفوان ابن أمية الجمحى. فأسلم حين أسلم بلال. فمرّ به أبو بكر رضى الله تعالى عنه، و قد أخذه أمية بن خلف فربط في رجله حبلا و أمر به فجر. ثم ألقاه في الرمضاء.

و مر به جعل، فقال: أليس هذا ربك؟ فقال: الله ربى، خلقني و خلقك و خلق هذا الجعل. فغلظ عليه و جعل يخنقه. و معه أخوه أبىّ بن خلف، يقول: زده عذابا حتى يأتى محمد فيخلصه بسحره. و لم يزل على تلك الحال حتى ظنوا أنه قد مات. ثم أفاق. فمر به أبو بكر، فاشتراه و أعتقه.

و يقال: إنّ بنى عبد الدار كانوا يعذبونه فأخرجوه يوما مقيّدا نصف النهار إلى الرمضاء، و وضعوا على صدره صخرة حتى دلع لسانه، و قيل: قد مات. ثم أفاق. قال ابن سعد: و ذكر الهيثم بن عدى أنه مات قبل يوم بدر.[1]

قال القرطبی عند قوله تعالی:«وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَ هذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ»[2] اختلف في اسم هذا الذي قالوا إنما يعلمه... و قال عبد الله بن مسلم الحضرمي: كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر، اسم أحدهما يسار واسم الآخر جبر. كذا ذكر الماوردي و القشيري و الثعلبي، إلا أن الثعلبي قال: يقال لأحدهما نبت و يكنى أبا فكيهة، و الآخر جبر، و كانا صيقلين [3] يعملان السيوف، و كانا يقرأن كتابا لهم. الثعلبي: يقرأن التوراة و الإنجيل. الماوردي و المهدوي: التوراة. فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يمر بهما و يسمع قراءتهما، وكان المشركون يقولون: يتعلم منهما، فأنزل الله هذه الآية و أكذبهم... و قيل: عابس غلام حويطب بن عبد العزى و يسار أبو فكيهة مولى ابن الحضرمي، و كانا قد أسلما... قلت: و الكل محتمل .[4]

و قال عند قوله تعالی:« وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَ أَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَ زُوراً»[5] يعنى مشركي قريش. و قال ابن عباس: القائل منهم ذلك النضر بن الحرث، و كذا كل ما في القرآن فيه ذكر الأساطير. قال محمد بن إسحاق: و كان مؤذيا للنبي صلى الله عليه و سلم. (إِنْ هَذا) يعنى القرآن. (إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ) أي كذب اختلقه. (وَ أَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) يعنى اليهود، قاله مجاهد. وقال ابن عباس: المراد بقوله: قَوْمٌ آخَرُونَ أبو فكيهة مولى بنى الحضرمي و عداس و جبر، وكان هؤلاء الثلاثة من أهل الكتاب.[6]

المنابع:

أنساب الأشراف، ج 1، ص 195

الجامع لأحكام القرآن، ج 10، ص 178

 

[1]أنساب الأشراف، ج 1، ص 195

[2]النحل: 103

[3]الصيقل: شحاذ السيوف و جلاؤها.

[4]الجامع لأحكام القرآن، ج 10، ص 178

[5]الفرقان: 4

[6]الجامع لأحكام القرآن، ج 13، ص 4