أبوحذيفة بن عتبة
أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي، كان من فضلاء الصحابة من المهاجرين الأوّلين، جمع الله له الشرف و الفضل، صلّى القبلتين، و هاجر الهجرتين جميعا، و كان إسلامه قبل دخول رسول الله صلى الله عليه و سلم دار الأرقم للدعاء فيها إلى الإسلام. هاجر مع امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى أرض الحبشة، و ولدت له هناك محمد بن أبى حذيفة، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو بمكة، فأقام بها حتى هاجر إلى المدينة، و شهد بدرا، و أحدا، و الخندق، و الحديبيّة، و المشاهد كلها. و قتل يوم اليمامة شهيدا، و هو ابن ثلاث أو أربع و خمسين سنة. يقال: اسمه مهشم. و قيل هشيم، و قيل هاشم. و كان رجلا طوالا حسن الوجه أحول أثعل، و الأثعل الّذي له سنّ زائدة، تدخلها من صلبها الأخرى.[1]
قال الطبري فی قوله تعالی: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ»[2] بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن جحش في رجب مقفله من بدر الأَولى، و بعث معه بثمانية رهط من المهاجرين، ليس فيهم من الأَنصار أحد، و كتب له كتابا، و أمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره، و لا يستكره من أصحابه عبد الله بن جحش أحدا. و كان أصحاب عبد الله بن جحش من المهاجرين من بني عبد شمس أبو حذيفة بن ربيعة...[3]
و في قوله تعالی: «إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ »[4] عن عكرمة، قال: نزلت في رافع بن المعلى و غيره من الأنصار و أبي حذيفة بن عتبة، و رجل آخر.[5]
المنابع:
جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 2، ص 202
الاستيعاب،ج 4،ص 1632
[1]الاستيعاب،ج 4،ص 1632
[2]البقرة: 217
[3]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 2، ص 202
[4]آل عمران: 155
[5]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 4، ص 96