آخر الزمان
المجموعات : الأزمنة

آخر الزمان

آخر الزمان اصطلاح ورد فی الادیان الکبری و له اهمیة خاصة و بارزة فی الأدیان الإبراهیمیة و تدور المعتقدات المتعلقة بآخر الزمان حول ما یتعلق بنهایة هذا العالم و ظهور عالم آخر تحدثت عنه الأیان.

لم ترد فی القرآن الکریم آیة صریحة حول آخر الزمان و انما جاء هذا الاصطلاح فی الاحادیث و الکتب الاسلامیة و استعمل فی معنیین:

ما یشمل عصر النبوة و یبدأ ببعثة النبي و ینتهی بقیام الساعة.

ما یشمل الفترة الاخیرة من العصر المذکور و الذی یظهر فیه المهدی المنتظر و یشهد العالم تطورات عظیمة.

نستنتج من الروایات المتواترة حول عصر ظهور المهدی موضوعین یتناولان میزات آخر الزمان و هما:

انتشار الفساد الخُلقی و الجور فی المجتمعات البشری.

و حدوث تطور تطور عظیم بعد ظهور المهدی فی المجتمعات بزوال الفساد و الجور و نشر التوحید و العدل والنضج العقلی و العملی.

لخص البعض علامات آخر الزمان و هی: تحقق الصلاح و العدالة و الحریة، قیام الدولة العالمیة، اعمار الارض، وصول البشریة الی النضج العقلی، التحرر من انواع الحتمیة الطبیعیه و الاجتماعیة، توزیع الثروة بالتساوی بین الناس، القضاء علی الفساد الخُلقی و الحروب، و تحقیق الانسجام بین الطبیعه و الانسان.

[و ذکر فی الروایات علامات لآخر کظهور الدجال، و دابة الارض و الیها الإشارة بقوله تعالی: «وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ»[1] . و خروج یأجوج و مأجوج و الیه الإشارة بقوله تعالی: «حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ»[2] ، «وَ تَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً»[3] ، و رجعة اقوام و الیها الإشارة بقوله تعالی:«وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا»[4] ، نزول عیسی علیه السلام و غیر ذلک.]

و علی الرغم من ذلک الا انه لم یجر بعد التحقیق اللازم لبیان صحة اسناد هذه الروایات کما لا یوجد تفسیر متفق علیه لمضامینها. فیعتقد البعض ما یستنتج من ظواهرها و و یسعی الآخر الی تفسیرها بالرمز و التمثیل. و یوجد اصطلاح مشابه لآخر الزمان و هو اشراط الساعة. بینما هذه یتعلق بقیام الساعة و فناء الدنیا و تلک بالقسم الاخیر من هذا العالم الدنیوی.

و یری بعض المتأخرین من المفسرین ان فی القرآن الکریم آیات تتحدث عن مستقبل المجتمعات الانسانیة [کقوله تعالی:«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ... وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً»[5] ، و قوله تعالی:«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ.»[6] ، و قوله تعالی:«مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ»[7] ، و قوله تعالی:«إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ»[8] ، و قوله تعالی:«وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُون »[9] و و قوله تعالی:«وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَ إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُون »[10] .]

و یری هؤلاء ان هذه التطورات لیست الا المستقبل الطبیعی للمجتمع البشری فعصر آخر الزمان ما هو الا عصر ازدهار التکامل الطبیعی و الاجتماعی للنوع الانسانی و هذا امر حتمی و علی المسلمین ان یتحملوا انتظاره.[11]

المنبع:

دائرة المعارف الإسلامیة الکبری، ج 1، ص 77

 

[1]النمل: 82

[2]الأنبياء: 96

[3]الكهف: 99

[4]النمل: 83

[5]النور: 55

[6]التوبة: 33، الفتح: 28 ، الصف: 9

[7]المائدة: 54

[8]الأعراف: 128

[9]الانبیاء: 105

[10]الصافات: 171-173

[11]دائرة المعارف الإسلامیة الکبری، ج 1، ص 77