آزر
آزر اسم أعجمي اختلفوا فيه، فمنهم من قال: هو اسم لتارح والد إبراهيم الخليل عليه السّلام، و قيل: هو لقب لتارح و قيل: هو اسم عم إبراهيم عليه السّلام، و قيل: هو اسم جدّ الخليل عليه السّلام لأمّه، و منهم من قال: هو اسم صنم كان فريق من الناس يعبدونه.
و من معاني آزر: الأعرج، و المخطئ، و الخرف، و القوّة، و النصرة.
قال الإمام الصادق عليه السّلام: إنّ آزر كان منجّما للفرعون نمرود بن كنعان. و كان من أهل كوثي من أرض بابل في العراق، و كان نجّارا ينحت أصناما صغيرة يبيعها لعبدتها.
كان كافلا و راعيا لإبراهيم الخليل عليه السّلام، و كان يعطي الأصنام التي كان ينحتها و يصنعها بيده- إلى ابراهيم عليه السّلام ليبيعها، و كان إبراهيم عليه السّلام المؤمن الموحد يعرضها للناس و يقول: من يشري ما لا يضره و لا ينفعه، فلا يشتريها منه أحد.
ترعرع إبراهيم عليه السّلام على الإيمان باللّه و وحدانيته، فلما شبّ وقف في وجه آزر معترضا له على شركه و كفره، و أخذ يسدي له النصح و الإرشاد، و يحثّه على ترك عبادة الأصنام التي يصنعها بيده، و التوجّه لعبادة اللّه الواحد الأحد، و الإيمان به، فكان آزر يقابله بالجفاء و الغلظة و التهديد، ممّا حمل إبراهيم عليه السّلام على البراءة منه، فتركه و هاجر إلى فلسطين.
و بقي آزر على شركه و كفره حتى مات بحاران عن مائتين و ستين سنة، و قيل: عن مائتين و خمسين سنة.
جاء ذکره فی عدة آیات من القرآن الكريم کقوله: «وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ ...» (الأنعام:74) و «إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ...» (الممتحنة:4).[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 15
[1]أعلام القرآن، ص 15