الولید بن عقبة
هو أبو وهب الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس القرشي، الأموي، و أمه أروى بنت كريز أم عثمان بن عفان.
منافق، فاسق، مبغض للنبي صلى الله عليه و آله.
كان شاعرا سكيرا معروفا بالمجون و اللهو، فكان يشرب الخمر مع ندمائه و مغنياته من أول الليل إلى الصباح.
يقال: إنه أسلم يوم فتح مكة سنة 8 ه.
لما استشهد حمزة بن عبد المطلب عليه السلام يوم أحد سنة 3 ه أخذ جماعة من المشركين بينهم المترجم له يشربون الخمر و يغنون و يرقصون فرحا باستشهاد حمزة عليه السلام، فلعنهم النبي صلى الله عليه و آله.
بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله، و أيام حكومة عمر بن الخطاب ولاه عمر على عرب الجزيرة و صدقات بني تغلب، و ذلك سنة 25 ه، و في عهد عثمان بن عفان- و هو أخوه لأمه- أبقاه عليها، ثم ولاه الكوفة بعد سعد بن أبي وقاص، فصلى بالناس و هو سكران صلاة الفجر أربعا، ثم قال للمصلين: هل أزيدكم؟ فعزله عثمان سنة 29 ه و أمر بجلده.
و لما بايع المسلمون الإمام أمير المؤمنين عليه السلام للخلافة امتنع هو و سعيد بن العاص و مروان بن الحكم عن البيعة، و كان مشاكسا و معاديا للإمام عليه السلام؛ لأن الإمام عليه السلام قتل أباه المشرك في يوم بدر.
شهد واقعة صفين إلى جانب معاوية بن أبي سفيان، و قيل: لم يشهدها.
و بعد بيعة المسلمين للإمام أمير المؤمنين عليه السلام للخلافة انتقل من المدينة المنورة إلى مدينة الرقة بالشام و سكنها، و لم يزل بها حتى مات سنة 41 ه، و دفن بها في تل بليخ.
القرآن العزيز و الوليد بن عقبة:
في واقعة بدر قال الوليد للإمام أمير المؤمنين عليه السلام: أنا أحد منك سنانا، و أبسط منك لسانا، و أملأ للكتيبة منك، فقال الإمام عليه السلام له: «اسكت، فإنما أنت فاسق» فنزلت: «أ فمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون»[1] .
أرسله النبي صلى الله عليه و آله إلى بني المصطلق لجمع الصدقات منهم، فلما وصل بالقرب من ديارهم خرجوا إليه لاستقباله فتصور أنهم يريدون قتله، فرجع إلى النبي صلى الله عليه و آله و ادعى أنه امتنعوا عن دفع الصدقات، فغضب النبي صلى الله عليه و آله و هم بغزوهم، فلما سمعوا بالخبر قدموا على النبي صلى الله عليه و آله و قالوا: سمعنا برسولك فخرجنا نتلقاه و نكرمه و نؤدي إليه ما علينا من الصدقات، فرجع و لم نره، فنزلت فيه: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»[2] .[3]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 1034
[1]السجدة: 18
[2]الحجرات: 6
[3]أعلام القرآن، ص 1034