عَناق
المجموعات : الأشخاص

عَناق

عناق القرشیة؛ المشرکة التي استأذن «أبو مرثد الغنوي» النبي صلی الله علیه و آله أن یتزوجها، فنهی الله المؤمنین عن نکاح المشرکات.

قال مقاتل في ذیل الآیة 221 من سورة البقرة «و لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن و لأمة مؤمنة خير من مشركة و لو أعجبتكم»: «..نزلت فى أبى مرثد الغنوي و اسمه أيمن، و فى عناق القرشية و ذلك أن أبا مرثد كان رجلا صالحا و كان المشركون أسروا أناسا بمكة. و كان أبو مرثد ينطلق إلى مكة مستخفيا فإذا كان الليل أخذ الطريق، و إذا كان النهار تعسف الجبال لئلا يراه أحد، حتى يقدم مكة فيرصد المسلمين ليلا، فإذا أخرجهم المشركون للبراز تركوهم عند البراز و الغائط. فينطلق أبو مرثد فيجعل الرجل منهم على عنقه حتى إذا أخرجه من مكة كسر قيده بفهر و يلحقه بالمدينة. كان ذلك دأبه فانطلق يوما حتى انتهى إلى مكة، فلقيته عناق و كان يصيب منها فى الجاهلية. فقالت: أبا مرثد، مالك فى حاجة. فقال: إن الله عز و جل قد حرم الزنا. فلما أيست منه أنذرت به كفار مكة فخرجوا يطلبونه. فاستتر منهم بالشجر فلم يقدروا عليه فلما رجعوا احتمل بعض المسلمين حتى أخرجه من مكة فكسر قيده. و رجع إلى المدينة فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بالخبر. فقال: و الذي بعثك بالحق لو شئت أن آخذهم و أنا مستتر بالشجرة لفعلت، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم: اشكر ربك أبا مرثد إن الله عزّ و جلّ حجزهم عنك. فقال أبو مرثد: يا رسول الله، إن عناق أحبها و كان بيني و بينها فى الجاهلية، أ فتأذن لي فى تزويجها فإنها لتعجبنى. فأنزل الله عز و جل «و لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ....».[1]

و لکن ذکر ابن عبد البر في ذیل الآیة 3 من سورة النور «الزاني لا ينكح إلّا زانية أو مشركة ...» أن الذي إستأذن النبي أن یتزوج عناق هو ابنه «مرثد بن أبی مرثد» الذي استشهد في سریة الرجیع. [2]

المنابع:

تفسير مقاتل بن سليمان، ج 1، ص 190

الاستيعاب،ج 3،ص1384

 

[1]تفسير مقاتل بن سليمان، ج 1، ص 190

[2]الاستيعاب،ج 3،ص1384