مناة
اسم أقدم و أشهر صنم عبدته العرب، و سمي «مناة»؛ لأن دماء القرابين كانت تمنى عنده، أي تراق عنده.
كان مختصا بقبيلتي خزاعة و هذيل، و كان الأوس و الخزرج يؤلهونه و يعبدونه، و كان موضع احترام و تقدير قبائل غسان و الأزد و ثقيف. كانوا يعتقدون أنه من بنات الله، فكانوا يحجون إليه، و يطوفون حوله، و يتبركون به و يهللون له، و كانوا يسمون أبناءهم بعبد مناة تبركا به.
كان هيكلا من الحجر الأسود، و كان موضعه بالمسلك، و قيل: المشلل- بين مكة و المدينة- على ستة أميال من مكة و سبعة أميال من المدينة مما يلي القديد، ثم نقلوه إلى الكعبة و نصبوه فيها. كانت العرب تفضله على بقية الأصنام، فكانوا يكثرون له القرابين و الذبائح تقربا إليه. جلبه إلى الحجاز عمرو بن لحي الخزاعي، فكان أول صنم يدخل إلى الحجاز، و هناك اعتقاد آخر يقول: إن البابليين كان لهم صنم يسمونه «مامناتو» و يعتقدون أنه إله الموت، فنقل ذلك الصنم عن طريق الآراميين و النبطيين إلى الحجاز، و عربوا اسمه، و سموه مناة و عبدوه.
و لم يزل متواجدا في مكة حتى فتحها النبي صلى الله عليه و آله سنة 8 ه، فأمر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بتكسيره و هدمه.
القرآن العظيم و مناة:
«و مناة الثالثة الأخرى» (النجم: 20).[1]
المنبع: أعلام القرآن، ص 931
[1]أعلام القرآن، ص 931