نَجْران
بالفتح ثم السكون، و آخره نون، و النجران في كلامهم: خشبة يدور عليها رتاج الباب ..
قال ابن دريد: نجران الباب الخشبة التي يدور عليها، و نجران في عدة مواضع، منها: نجران في مخاليف اليمن من ناحية مكة، قالوا: سمي بنجران بن زيدان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان لأنه كان أول من عمرها و نزلها و هو المرعف و إنما صار إلى نجران لأنه رأى رؤيا فهالته فخرج رائدا حتى انتهى إلى واد فنزل به فسمي نجران به.[1]
جاء في تفسیر القمی: «.. عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ نَصَارَى نَجْرَانَ لَمَّا وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ كَانَ سَيِّدُهُمْ الْأَهْتَمَ وَ الْعَاقِبَ وَ السَّيِّدَ وَ حَضَرَتْ صَلَاتُهُمْ فَأَقْبَلُوا يَضْرِبُونَ بِالنَّاقُوسِ وَ صَلَّوْا، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله هَذَا فِي مَسْجِدِكَ، فَقَالَ دَعُوهُمْ فَلَمَّا فَرَغُوا دَنَوْا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالُوا إِلَى مَا تَدْعُونَ، فَقَالَ إِلَى شَهَادَةِ «أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ عِيسَى عَبْدٌ مَخْلُوقٌ يَأْكُلُ وَ يَشْرَبُ وَ يُحْدِثُ» قَالُوا فَمَنْ أَبُوهُ فَنَزَلَ الْوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ قُلْ لَهُمْ مَا تَقُولُونَ فِي آدَمَ علیه السلام أَ كَانَ عَبْداً مَخْلُوقاً يَأْكُلُ وَ يَشْرَبُ وَ يَنْكِحُ فَسَأَلَهُمُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و آله فَقَالُوا نَعَمْ، فَقَالَ فَمَنْ أَبُوهُ فَبُهِتُوا فَبَقُوا سَاكِتِينَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الْآيَةَ.
وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِلَى قَوْلِهِ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَبَاهِلُونِي فَإِنْ كُنْتُ صَادِقاً أُنْزِلَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْكُمْ وَ إِنْ كُنْتُ كَاذِباً نَزَلَتْ عَلَيَّ، فَقَالُوا أَنْصَفْتَ فَتَوَاعَدُوا لِلْمُبَاهَلَةِ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ قَالَ رُؤَسَاؤُهُمْ السَّيِّدُ وَ الْعَاقِبُ وَ الْأَهْتَمُ إِنْ بَاهَلَنَا بِقَوْمِهِ بَاهَلْنَاهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِنَبِيٍّ وَ إِنْ بَاهَلَنَا بِأَهْلِ بَيْتِهِ خَاصَّةً فَلَا نُبَاهِلُهُ فَإِنَّهُ لَا يُقْدِمُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ إِلَّا وَ هُوَ صَادِقٌ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ مَعَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ علیهم السلام، فَقَالَ النَّصَارَى مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ لَهُمْ هَذَا ابْنُ عَمِّهِ وَ وَصِيُّهُ وَ خَتَنُهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ هَذِهِ بِنْتُهُ فَاطِمَةُ وَ هَذَانِ ابْنَاهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ، فَعَرَفُوا وَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله نُعْطِيكَ الرِّضَى فَاعْفُنَا مِنَ الْمُبَاهَلَةِ، فَصَالَحَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَى الْجِزْيَةِ وَ انْصَرَفُوا».[2]
المنابع:
معجم البلدان، ج 5، ص266
تفسير القمي، ج 1، ص 104
[1]معجم البلدان، ج 5، ص266
[2]تفسير القمي، ج 1، ص 104