جالوت
هو جالوت، و قيل: جليات، و قيل: غلياث، و قيل: جولياذ، و قيل: جالوذ بن بايول. أحد ملوك الكنعانيّين حكّام البلاد الواقعة بين مصر و فلسطين.
ولد بمدينة جت في فلسطين، و لما شبّ حكم البلاد، و كان كأسلافه قبطيا، عرف بالجبروت و القسوة و سفك الدماء. سلّطه اللّه على بني إسرائيل بعد أن أوغلوا في المعاصي و المنكرات، و تجبّروا و عصوا اللّه، و شقّوا عصا الطاعة على أنبيائهم، كأرميا عليه السّلام أو شموئيل، و غيّروا شرائع اللّه، و تمرّدوا على ملكهم طالوت أو شاءول الذي كان مؤمنا موحّدا، فأذلّهم جالوت و شرّدهم من ديارهم بعد أن قتل رجالهم، و استعبد نسائهم، و صادر أموالهم، و فرض عليهم الجزية، و صادر منهم التوراة، فهابته بنو إسرائيل، و تحاموا حربه؛ لقوّته و شجاعته و كثرة عساكره. و لما عتا و تجبّر جالوت التف الإسرائيليّون حول ملكهم طالوت، و أيّدوه، و انقادوا له. فلما علم جالوت بتأييد الإسرائيليّين لملكهم طالوت حشّد الجيوش و العساكر، و قصدهم في ديارهم، و لما اقترب منهم أمر النبي شمويل عليه السّلام طالوت بأن يجهز الجيوش ليصدّ الغزاة و يمنعهم من الوصول إلى ديار الإسرائيليّين. و فعلا جهّز الملك طالوت جيشا قوامه ستون ألفا، و قيل: ثمانون ألفا من الإسرائيليّين، و سار بهم لمقابلة عساكر و حشود جالوت، و في الطريق- و عند نهر الشريعة الواقع بين الأردن و فلسطين- امتحن اللّه الإسرائيليّين، فسلط عليهم الظمأ و العطش، و أوحى إليهم بأن يشربوا من نهر الشريعة بصورة خاصة و كيفية معيّنة، و لكنّ الإسرائيليّين- كعادتهم- خالفوا أوامر اللّه، و أخذوا يشربون من النهر على خلاف ما أمروا به، عدا ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، بينهم نبي اللّه داود عليه السّلام، و هو يومئذ غلام، شربوا كما أمرهم اللّه به، فأمر اللّه طالوت بقتل المتمرّدين على أوامر السماء.
بدأ القتال بين عساكر جالوت و فلول الإسرائيليّين بقيادة طالوت، فالتحم الجيشان، و كانت الغلبة في بادي الأمر لجالوت؛ إذ سيطر على ساحة القتال، و كان راكبا على فيل و على رأسه تاج مرصّع، و في جبهته ياقوتة، فلم يبرز إليه رجل إلّا و قتله، و لما رأى داود عليه السّلام كثرة القتلى بين صفوف قومه رمى المترجم له بحجر في رأسه فسقط على الأرض فاحتزّ رأسه.
فلما رأى جيش جالوت مقتل قائدهم لاذوا بالفرار، و كانت تلك المعركة في غور الأردن، و قيل: عند قصر أم حكيم قرب مرج الصفر بدمشق. و بعد تلك الواقعة تسلّم داود عليه السّلام دفّة الحكم في بني إسرائيل.
القرآن العظيم و جالوت :
«قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ ..» (البقرة/ 249).
«وَ لَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ ..» (البقرة/ 250).
«فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ ..» (البقرة/251).[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص237
[1]أعلام القرآن، ص237