الأوتاد
الوَتِد في لُغَةِ الحِجازِ و هي الفُصحى، و كَسَبَبٍ في لُغَةِ غیرهم، هُو ما يُشَدُّ به طُنب الخيمة من خشبة أو حديدة بعد رَزِّها في الأَرض. الجمع: أَوتاد. و وَتَّدَ اللَّه الأرض بالجبال، و أَوْتَدَها: أَرساها بها كما يُرسى البَيْت بالأَوتاد، و الجبال أَوْتاد الأرض، و الرُّؤَساء أَوْتاد البِلاد.[1]
قال تعالی: «وَ فِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتاد»[2] أَي ذُو المُلْكِ الثّابِت، و اصله من ثَبات البیت المطنَّبِ بأَوتاده فاستُعير لثبات الملک و شدته و استحكامه. و قيل: معناه ذو الجموع الكَثيرة، سموا بذلك لأنَّ بهم یشد الملک و العِزُّ كما یشد البیت باوتاده . و قيلَ: كانَ يُشَبِّحُ من يُعَذِّبُهُ بَيْنَ أَربَعِ سَوارٍ فَيَشُدُّ كُلَّ طَرَفٍ من أطرافِهِ إلى سارِيَةٍ مَضْرُوبٍ فيها وَتِدٌ من حَديدٍ و يترُكُهُ حَتّى يَمُوتَ. و قيلَ: كانَ يَمُدُّهُ بَيْنَ أَربعَةِ أَوتادٍ في الأَرضِ و يُرسِلُ عليهِ العَقارِبَ و الحَيّاتِ. و قيلَ: كانت لهُ أَوْتادٌ وَ حِبالٌ يَلْعَبُ بها بَيْنَ يَدَيْهِ. و قيلَ: وَتَّدَ امرَأَتَهُ آسيَةَ بأَربَعَةِ أَوْتادٍ ثُمَّ جَعَلَ على ظَهْرِها رَحىً عَظيمَةً حتّى ماتَتْ.[3]
و قال تعالی:«وَ الْجِبالَ أَوْتاداً»[4] شبهت الجبال الرَّاسيات بالأَوتاد لأنَّها تحفظ الأرض من أَن تميد بما عليها.[5]
المنبع:
الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول، ج 6، ص 300
[1]الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول، ج 6، ص 300
[2]سورة ص: 12.
[3]الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول، ج 6، ص 300
[4]النّبأ: 7.
[5]الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول، ج 6، ص 300