البِضع
المجموعات : الأعداد والمقادیر

البِضع

الأصل في هذه المادّة: البضعة، أي القطعة من اللّحم خاصّة و فلان شديد البضع و البضعة، أي ذو جسم و سمن. ثمّ توسّع في هذا المعنى، فقيل لجزء المال: بضاعة و هي عند الرّاغب قطعة وافرة من المال تقتنى للتّجارة. و منه: البضع و البضع، و هو من العدد ما بين الثّلاثة إلى العشرة، و قيل: ما بين الأربعة إلى التّسعة، أو ما بين الواحد إلى الأربعة، إلّا أنّ المشهور فيه ما لا يكون أقلّ من ثلاثة و لا أكثر من عشرة، يقال: بضع عشرة امرأة، و بضعة عشر رجلا.

و قد جاء البضع مفتوحا و مضموما و مكسورا، و تدلّ كلّ حركة من هذه الحركات الثّلاث على معنى يحاكيها. فالبَضع المفتوح يعني القطع و الشّقّ، و هذا يدلّ على فتح الشّي ء المقطوع و كشفه. و البُضع المضموم يعني الفرج و النّكاح و ما يتعلّق بالمرأة، و هذا يدلّ على الضّمّ و التّغطية و عدم الكشف كالأوّل. و البِضع المكسور يعني العدد الّذي يكون ما بين الثّلاثة إلى العشرة، و هذا يدلّ على كسر العقد و اخترامه. و هناك اشتقاق أكبر بين (ب ض ع) و (ب ع ض)، فبعض الشّي ء: جزء و قطعة منه كالبضعة.

قال تعالی: «فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ »[1] و قال:«غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ»[2] .فانّ مكث يوسف في السّجن، و فترة توقّف الحرب بعد انتصار الفرس على الرّوم كان سبع سنين، إن قلنا بأنّ «البضع» ما بين ثلاث إلى عشر، كما ذهب إليه أغلب اللّغويّين و المفسّرين، فتخرج الثّلاث من العدد.[3]

المنبع:

المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 5، ص 775

 

[1]يوسف: 42

[2]الرّوم: 2- 4

[3]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 5، ص 775