البصل
الأصل في هذه المادّة البصل، و هو النّبات المعروف، واحدته: بصلة. و به شبّهت بيضة الحديد، أي الخوذة الّتي توضع على الرّأس، فيقال لها: بصلة، لكثافتها، كما شبّه به القشر الكثيف، يقال: قشر متبصّل، لأنّ البصل كثيف الأوراق. و جاء لفظ «البصل» في بعض اللّغات السّاميّة باختلاف يسير لما في العربيّة؛ ففي العبريّة «باصال»، و في السّريانيّة «بصلا»، و في الآراميّة «بصلا». إلّا أنّ لفظه في العبريّة الحديثة يضارع اللّفظ العربيّ تقريبا، فهم يقولون اليوم: «بصل»، بكسر الباء و الصّاد.
قال تعالی: «وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَ قِثَّائِها وَ فُومِها وَ عَدَسِها وَ بَصَلِها»[1] نزلت في شأن بني إسرائيل و هي حاكية قلّة صبرهم و عدم رشدهم، حتّى سألوا نبيّهم بمثل هذه الأسئلة المتدنّية، و منها أنّهم طلبوا منه أن يدعو اللّه ليخرج لهم هذه النّباتات الّتي وصفها اللّه بأنّها أدنى ممّا رزقهم من المنّ و السّلوى، ناسين ما أنعم اللّه عليهم من الدّين و الخلاص من سلطة الجائرين.
ثم انّ ما جاء في الآية من النّباتات لم يتكرّر شي ء منها في موضع آخر من القرآن، فهذه الآية وحيدة بألفاظها، فما هو الوجه في ذلك؟ لعلّ هذه النّباتات كانت غير ذي بال عند العرب- حسب ما نعلمه- أو تأكيد من اللّه لدناءتها؛ بحيث لا يليق ذكرها إلّا حكاية عن بني إسرائيل.[2]
المنبع:
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 5، ص 755
[1]البقرة: 61
[2]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 5، ص 755