الخیط الأسود
المجموعات : الأزمنة

الخیط الأسود

الخيط في اللغة معروف يقال خاطه يخيطه خيطا و خياطة و البياض و السواد لونان كل واحد منهما أصل بنفسه و «الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ» بياض الفجر و «الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ» سواد الليل فأول النهار طلوع الفجر الثاني لأنه أوسع ضياء.[1]

بين سبحانه وقت الصيام و ما يتعلق به من الأحكام و قال «وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ من الخیط الأسود من الفجر»[2] أي ليظهر و يتميز لكم على التحقيق الخيط الأبيض من الخيط الأسود أي النهار من الليل فأول النهار طلوع الفجر الثاني و قيل بياض الفجر من سواد الليل و قيل بياض أول النهار من سواد آخر الليل و إنما شبه ذلك بالخيط لأن القدر الذي يحرم الإفطار من البياض يشبه الخيط فيزول به مثله من السواد و لا اعتبار بالانتشار. «مِنَ الْفَجْرِ» اما بمعنى التبعيض لأن المعنى من بعض الفجر و ليس الفجر كله عن ابن دريد او أنه للتبيين لأنه بين الخيط الأبيض فكأنه قال الخيط الأبيض الذي هو الفجر. و روي أن عدي بن حاتم قال للنبي إني وضعت خيطين من شعر أبيض و أسود فكنت أنظر فيهما فلا يتبين لي فضحك رسول الله حتى رؤيت نواجذه ثم قال يا ابن حاتم إنما ذلك بياض النهار و سواد الليل فابتداء الصوم من هذا الوقت.[3]

المنبع:

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 504

 

[1]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 503

[2]البقرة: 187

[3]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 504