طالوت
هو لقب للملك شاؤل، و قيل: شاول، و قيل: شارك، و قيل: ساوا، و قيل: سارا بن قيس، و قيل: قيش بن أفيل بن صارو بن تحورت، من أسباط بنيامين ابن نبيّ اللّه يعقوب عليه السّلام. و قيل: هو ابن أمال بن ضرار بن يحرب بن أفيح بن أسن بن بنيامين ابن نبيّ اللّه يعقوب عليه السّلام. و هو اسم أعجميّ، و معناه بالعربية: المطلوب.
أوّل ملوك بني إسرائيل، و كان متبحّرا في بعض العلوم، حسن السياسة، عظيم الجسم، بطلا، شجاعا، قويا، جميلا، حسن المنظر. كان من أسرة فقيرة، و كان دبّاغا، و قيل: نجّارا، و قيل: سقّاء و قيل: كان من رعاة الحمير. التقى عن طريق الصدفة بشموايل بن هلقانا- أحد أنبياء بني إسرائيل- و أقام عنده عدّة أيّام، فاستحسن النبيّ أخلاقه و إيمانه فعيّنه ملكا على بني إسرائيل. تصدّر للملوكيّة، و شنّ عدة حروب على العمالقة و الفلسطينيّين، و كان موفّقا فيها، و خصوصا في حربه مع جالوت.
كان معاصرا لنبيّ اللّه داود عليه السّلام، و تزوّج داود عليه السّلام من ابنته. و لم يزل يحكم بني إسرائيل حتّى استولى عليه الغرور و الكبرياء، فانحرف عن جادّة الحقّ، و أخذ يقتل العباد و المؤمنين و الكهنة، و انتهى به الأمر بأن أعلن عداءه و خصومته لنبيّ اللّه داود عليه السّلام، فأخذ يحيك المؤامرات للقضاء عليه، و لكنّه لم يفلح.
و لم يزل يتعقّب نبي اللّه داود عليه السّلام ليقتله، فغضب اللّه عليه و عاقبه عن طريق هزيمته و اندحار عساكره في حربه مع الفلسطينيين، ممّا أدّى إلى مقتل ثلاثة من أولاده و مقتله هو، و قيل: هلك منتحرا. و بعد هلاكه انتقل الملك و الحكم إلى نبيّ اللّه داود عليه السّلام، و حمل إليه إكليله و سواره.
كانت مدّة حكمه 40 سنة، و الفترة الزمنية التي تواجد فيها كانت حوالي القرن الحادي عشر قبل ميلاد المسيح عليه السّلام، و قيل: حدود 572 سنة بعد عصر موسى بن عمران عليه السّلام.
القرآن العظيم و طالوت :
وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ ... * وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ ... * فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ ... (البقرة 247-249)[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 531-532
[1]أعلام القرآن، ص 531-532