الأفق الأعلی
مادّة «أفق» لها دلالة عامّة على حدود السّماء الّتي ينتهي إليها البصر حتّى يلتقي بوجه الأرض؛ فيكون لكلّ من السّماء و الأرض آفاق يلتقي بعضها ببعض و أنّ ما ينتهي إليه البصر من حدود السّماء و الأرض، و هي الدّائرة الّتي يراها المرء في انطباق السّماء على الأرض، تشكّل حدودا للبصر و الرّؤية، و بالتّالي تكون بمثابة حدود السّماء و الأرض و هذه المحدوديّة تشير إلى محدوديّة التّصوّر البشريّ.[1]
قال تعالی: «وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى»[2] أفرد لفظ (الأفق) و وصف ب (الاعلى) و ذلك أنّ في الأفق محدوديّة غير واضحة، فكان لا بدّ لها من أن تتوضّح. امّا ماهيّة (الافق الاعلى) فلا مجال إلى الوصول إلى استكناه حقيقتها، و إنّما نكتفي ببيان أنّها أعلى ما يمكن أن يعيه العقل البشريّ من نهايات الكون العليا و طبقاته الّتي تسمو فيها واحدة على أخرى. و لا نستطيع الأخذ بتحديد بعض القدماء من أنّه أفق عالم العقول مثلا أو ما شابهه، بل لا نتجاوز القول بأنّ التّركيب هنا دالّ على التّحديد و على العلوّ؛ و تبقى الكيفيّة في ضمير الغيب.[3]
المنبع:
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 2، ص 472
[1]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 2، ص 472
[2]النجم: 7
[3]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 2، ص 473