رجب‏
المجموعات : الأزمنة

رَجَب

الشهر السابع من السنة القمرية أو التقويم الهجري. و إذا ضمّوا الیه شعبان قالوا رجبان.[1] و هذا الشهر من الأشهر الحرم و يمثل أهمية بالنسبة للمسلمين لحدوث معجزة الإسراء و المعراج.

..عن محمد عن أبي بكرة: أن النبي صلی الله علیه و آله خطب في حجته فقال: ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات و الأرض. السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات: ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم. و رجب مضر الذي بين جمادى و شعبان.[2]

و هو أیضاً أحد الأشهر الحرم المذکورة في القرآن الکریم «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ..» (التوبة:5). قال الطبرسي: قيل هي الأشهر الحرم المعروفة ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم و رجب ثلاثة سرد و واحد فرد عن جماعة. و قيل هي الأشهر الأربعة التي حرم القتال فيها و جعل الله للمشركين أن يسيحوا في الأرض آمنين.[3] (القول الأول هو قول الأکثر).[4]

وجه التسمیة:

كلمة رجب جاءت من الرجوب بمعنى التعظيم، و أيضا كان يطلق عليه رجب «مضر» لأن قبيلة مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيّرون و يبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسيء المذكور في قوله تعالى «إنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِه الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّه» (سورة التوبة:37)، و قيل أن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك.[5]

جاء في الإفصاح: رَجَب : الشهر بعد جُمادى[الآخرة و قبل شعبان] و هو سابع الشهور، و الجمع: أرجاب . و سمَّوا رَجَبا لما رجّبوا الشجر و لتعظيمهم إياه. و الترجيب التعظيم. و الرَّجَبان : شهرا رجب و شعبان.[6]

جاء في تاج العروس: رَجِبَ فلانا: هابه و عظَّمه، كَرَجَبَهُ يرجبه رجبا و رجوبا، و رجبه ترجيبا، و ترجبه و أرجبه فهو مرجوب و مُرجَّب ... و منه سُمِّي رجبٌ ، لتعظيمهم إِيَّاه في الجاهليَّة عن القتال فيه، و لا يستحلّون القتال فيه.[7]

سمي رجب بالأصبّ: لأن الرحمة تصبّ فیه علی الخلق، فکانّه لما کان ظرفا لها صار له سببیة في صبّها بسبب الفضیلة.[8]

و سمي بالأصم أیضاً: قال ابن منظور: و الأَصَمُ : رَجَبٌ لعدم سماع السلاح فيه، و كان أَهلُ الجاهلية يُسَمُّونَ رَجَباً شَهْرَ الله الأَصَمَ ؛ قال الخليل: إِنما سمي بذلك لأَنه كان لا يُسْمَع فيه صوتُ مستغيثٍ و لا حركةُ قتالٍ و لا قَعْقَعةُ سلاح، لأَنه من الأَشهر الحُرُم، فلم يكن يُسْمع فيه يا لَفُلانٍ و لا يا صَبَاحاه؛ و في الحديث : شَهْرُ اللهِ الأَصَمُ رَجَبٌ.؛ سمي أَصَمَ لأَنه كان لا يُسمع فيه صوت السلاح لكونه شهراً حراماً، قال: و وصف بالأَصم مجازاً و المراد به الإِنسان الذي يدخل فيه، كما قيل ليلٌ نائمٌ، و إنما النائم مَنْ في الليل، فكأَنَّ الإِنسانَ في شهر رجَبٍ أَصَمَ عن صَوْتِ السلاح، و كذلك مُنْصِلُ الأَلِّ. [9]

و عن الأزهري: ... و يحكى أن العرب حين وضعت الشهور وافق الوضع الأزمنة، ثم كثر حتى استعملوها في الأهلة و إن لم يوافق ذلك الزمان، فقالوا شهر رَمَضَانَ لما أَرْمَضَتِ الأرض من شدة الحر، و شَوَّالٌ لما شالت الإبل بأذنابها للطروق، و ذو القَعْدَةُ لما ذللوا القعدان للركوب، و ذو الحِجَّةُ لما حجّوا، و المُحَرَّمُ لما حرموا القتال أو التجارة، و صَفَرٌ لما غَزَوْا و تركوا دار القوم صِفْراً، و شهر رَبِيعٌ لما أربعت الأرض و أمرعت، و جُمَادَى لما جمد الماء، و رَجَبٌ لما أرجبوا الشجر، و شَعْبَانُ لما أشعبوا العُود.[10]

المنابع:

الموسوعة الحرة(ویکیبیدیا)

الإفصاح فى فقه اللغة، ج 1، ص 76

تاج العروس من جواهر القاموس، ج 2، ص 16

الطراز الأول و الکناز لما علیه من لغة العرب المعول، ج2، ص190

لسان العرب،ج12،ص344

المصباح المنیر،ج2،ص108

مجمع البحرین،ج3، ص280

الطبقات الكبرى، ج 2، ص142

الكشف و البيان، ج 5، ص 12

زاد المسیر في علم التفسیر،ج2، ص236

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 5، ص 12

الصحاح ج 1، ص 133

 

[1]الصحاح ج 1، ص 133

[2]الطبقات الكبرى، ج 2، ص142

[3]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 5، ص 12

[4]الكشف و البيان، ج 5، ص 12، زاد المسیر في علم التفسیر،ج2، ص236

[5]الموسوعة الحرة(ویکیبیدیا)

[6]الإفصاح فى فقه اللغة، ج 1، ص 76

[7]تاج العروس من جواهر القاموس، ج 2، ص 16

[8]الطراز الأول و الکناز لما علیه من لغة العرب المعول، ج2، ص190

[9]لسان العرب،ج12،ص344

[10]مجمع البحرين، ج 3، ص 280، المصباح المنیر،ج2،ص108